الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فظاهر جدا أنك مصاب بالوسوسة، فإن تصور وقوع ما ذكرته بعيد جدا، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها، لما يفضي إليه ذلك من شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.

وعلى كل حال، فإن تيقنت ما ذكر، فما دامت هذه الشعرات قد وصلت إلى حلقك من غير تعمد منك ولا قصد لابتلاعها، فإن صومك صحيح ـ إن شاء الله ـ ولا تلزمك إعادته، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: اشترط المؤلف ـ يعني صاحب زاد المستقنع ـ لفساد الصوم بما ذكر شرطين: الشرط الأول: أن يكون عامداً، وضده غير العامد، وهو نوعان، أحدهما: أن يحصل المفطر بغير اختياره بلا إكراه، مثل أن يطير إلى فمه غبار، أو دخان، أو حشرة، أو يتمضمض، فيدخل الماء بطنه بغير قصد فلا يفطر، والدليل على ذلك قول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5} وهذا لم يتعمد قلبه فعل المفسد فيكون صومه صحيحاً. انتهى.

والله أعلم.