عنوان الفتوى : بيان ما في كتاب الخلق من العرش إلى الفرش من الأخطاء
أنا مستاء جدًا من نص الفتوى في الرد على تقييم كتاب: "قصة الخلق من العرش إلى الفرش" للكاتب الورداني، والتي أظهرت أن الكتاب لم يعرض شيئًا صحيحًا, وأنه استخدم القرآن بفهم خاطئ بشكل كلي، وهذا غير صحيح، فالكتاب إن أخطأ في أشياء فقد أصاب في أشياء أخرى فمثلًا: اعترض على نظريات الغرب في كيفية بدء الإنسان وأن أصله قرد، أو حشرة طفيلية، وأن الأرض نشأت من ارتطام النجوم ببعضها, وكلها نظريات درسناها في المدارس والجامعات، وكلها خاطئة، وأشياء كثيرة أخرى خاطئة، وأردت تقديم أكثرها شهرة ولا تحتاج إلى بحث, فالله هو الذي خلق آدم ونفخ فيه من روحه، فهو ليس قردًا أو حشرة، وهو الذي قال في كتابه العزيز: إنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وليس من ارتطام النجوم، وغفل كثير منا عن الحقيقة، ومضينا وراء كلام علماء الغرب الملحدين، فأرجو قراءة الكتاب وتقييمه بطريقة إيجابية ونقد بناء وليس هدامًا، وشكرًا للاهتمام.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنشكر الأخ السائل تواصله معنا, وما ذكرناه عن الكتاب المشار إليها جاء في الفتوى رقم: 123661، ولم نقل في هذه الفتوى أن الكتاب لم يعرض شيئًا صحيحًا, ولا يُفهم هذا من كلامنا، وإنما ذكرنا أن الكاتب أنكر حقائق علمية, وزعم أنها تعارض القرآن، وهي ليست كذلك, وذكرنا أن الكاتب لم يوافقه على كتابه ـ فيما نعلم ـ أحد من المتخصصين, لا في المجال الشرعي, ولا في المجال الكوني.
وإن كان الكاتب ذكر أشياء دل عليها القرآن، أو السنة، أو كانت محل إجماع، فهو مأجور عليها ـ إن شاء الله ـ ولكن هذه الأشياء لا تعفيه من تلك الأخطاء الفادحة التي ربما أثرت في تصور كثير من القراء الذين ليس عندهم من العلم ما يميزون به الخطأ والصواب، وما ذكرته من أن نظرية الانفجار العظيم تخالف ما أخبرنا الله به من أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام فنرى أن الآية الكريمة لا تعارض ولا تثبت تلك النظرية، فإن الله أخبرنا بأنه خلقها في ستة أيام, ولم يخبرنا سبحانه كيف خلقها؟ وهل خلقها بإحداث انفجار من مادة واحدة، أو غير ذلك؟ فلا ينبغي الجزم بأن الآية تتعارض مع النظرية أو تثبتها، وانظر الفتوى رقم: 106105.
والله أعلم.