«لسنا أرقاما» مآسي غزة بلغات عالمية - الشبكة الإسلامية
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
فلسطينية تحوّل مذكرات عدوان 2014 على غزة لقصة إنسانية بالإنجليزية، تذكّر العالم أن وراء ما ارتكب من فظائع في غزة قصص آلام ومعاناة، مع تأكيدات على إمكانية مواجهة صورة الفلسطيني النمطية المشوهة بإعلام منظم وبلغة يفهمها العالم.نجحت الشابة الفلسطينية ميسون بشير في تحويل مذكراتها اليومية عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014 إلى قصة نشرتها بالإنجليزية، تشبه الدراما التلفزيونية، وجسدت خلالها جوانب إنسانية للحياة في غزة خلال الحرب.
ويشكل انضمام ميسون للمشروع الفلسطيني "لسنا أرقاما"، عاملا أساسيا بتطوير قدراتها الكتابية بالإنجليزية، عبر ربطها بكتّاب وخبراء أجانب، ساهموا في تغيير مفرداتها وأسلوب كتابتها، لتتناسب مع اللغة التي يفهمها القارئ الغربي.
وتزامن الإعلان عن أولى مخرجات المشروع الكتابية مع مرور عام على الحرب، لتذكير العالم أن أرقام الشهداء والجرحى والمعاقين والبيوت المدمرة وغيرها ليست صماء، وإنما وراءها قصص معاناة كبيرة وجوانب إنسانية، غابت أو غيّبت عن الإعلام الغربي، بحسب الشابة الفلسطينية.
مواقع التواصل
وقالت ميسون للجزيرة نت إنها تعمل مع غيرها من الشباب المنضمين للمشروع على التصدي لطمس الحقائق وتشويه وتشويش جزء مهم من وسائل الإعلام الغربية لما تتعرض له غزة من حروب وحصار، وإنها تشعر بأهمية ما ينشر من خلال مستوى التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت أن الصور النمطية المشوهة عن الفلسطينيين ومعاناتهم في وسائل الإعلام الغربية، يمكن تغييرها بالعمل الإعلامي المنظم، وتقديم الحقائق بلغة يفهمها من يعيش في تلك الدول، بعيدا عن الأساليب والمفردات التقليدية.
وإلى جانب تدريب وتطوير قدرات عشرات الشباب الفلسطيني على الكتابة الإعلامية باللغة الإنجليزية، يطمح القائمون على مشروع "لسنا أرقاما" إلى التوسع في أعداد المشاركين واللغات المستخدمة، وفقا لمدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بغزة - المنظم للمشروع- رامي عبدو.
توثيق الانتهاكات
وبين عبدو أن برامج المشروع التي تشمل الكتابات والمواد الفيلمية والفنية، تمثل توثيقا للانتهاكات وجرائم الحرب التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وخاصة في غزة.
وأوضح المسؤول الحقوقي -في حديث للجزيرة نت- أن أهداف المشروع تمتد لتشكيل مجموعات شبابية كبيرة في أنحاء فلسطين ، تعمل بشكل مهني على نقل واقع المعاناة عبر نشرها في مواقع عالمية، مع التركيز على الأبعاد الإنسانية المتعلقة بالطفل والمرأة والمرضى وأوجه المعاناة الأخرى.
وفي قصته التي حملت عنوان "رهام نسيت كيف ترسم حمامة"، ركز الشاب حمزة مغاري على سرد حكاية طفلة -بلغة إنسانية خالصة- أفقدها الخوف الشديد خلال فرارها مع عائلتها إلى مركز إيواء إبان الحرب، قدرتها على تذكر شكل الحمامة لرسمها.
وروى في قصته، كيف تأزمت الأوضاع النفسية للطفلة لعدم قدرتها على ممارسة هواية الرسم التي تعشقها، محولا حكايتها إلى نموذج لأطفال غزة الذين روعتهم الحرب، كما حوّل أرقام المشردين إلى صور إنسانية، تكشف تفاصيلها عن ألوان متعددة لمأساة أهالي القطاع.
وعبّر حمزة للجزيرة نت عن أمله في مواصلة المشروع المقرر استمراره لعام واحد لفترة أطول، حتى يتسنى لفئات شبابية أخرى المساهمة بخبرتها في إيصال صورة حقيقية لملامح المعاناة الفلسطينية إلى العالم، مؤكدا أن فصولا من مآسي الحرب ما زالت غائبة بشكل أرقام دون أي تفاصيل عن أصحابها.