عنوان الفتوى : ذِكْرٌ مخترع لا أصل له ، لمن يريد أن يغفر الله له، ويهون عليه سكرات الموت

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

إذا أردت أن يغفر لك الله 4000 كبيرة من كبائر الذنوب ، أن يقيك شر سكرات الموت ، وضغطة القبر ، و 100 هول من أهوال القيامة ، وتوقى من شر إبليس ، وتقضي دينك ، ويُكشف همك وغمك ، ويفرج كربك فما عليك إلا أن تقول 10 مرات كل يوم هذا الدعاء : " اللهم صلي على محمد و آل محمد ، أعددت لكل هول لا إله إلا الله . ولكل هم وغم ما شاء الله . ولكل نعمة الحمد لله . ولكل رجاء الشكر لله . ولكل أعجوبة سبحان الله . ولكل ذنب استغفر الله . ولكل مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون . ولكل ضيق حسبي الله . وكل قضاء وقدر توكلت على الله . ولكل عدة اعتصمت بالله . ولكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين " . إذا أردت أن يغفر الله لك كبائر ذنوبك ولو كانت كزبد البحر فما عليك إلا أن تقول بعد كل صلاة وقبل أن تحرك رجلك : " أستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه " . فما صحة هذا الكلام ؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق


الحمد لله
هذا الكلام المذكور لا أصل له ، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن أحد من السلف الصالح ، ولا عن أحد من علماء المسلمين ، بل هو من القول على الله بغير علم ، وافتراء الكذب على الله .

ولا شك أن الإكثار من ذكر الله من مكفرات الذنوب ، ولكن ذلك مشروط باجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الذنوب ، وهذا حال التائبين .
وقد حكى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الإجماع عَلَى أَنَّ الْكَبَائِرَ لَا تُغْفَرُ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ .
انظر : "مرقاة المفاتيح" (1/ 345) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" المصائب لا تستقل بمغفرة الذنوب ، ولا تغفر الذنوب جميعها إلا بالتوبة أو بحسنات تتضاءل وتتلاشى فيها الذنوب ، فهي كالبحر لا يتغير بالجيف " .
انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 312) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" ينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ ففي ذلك خير عظيم ، وهو من أسباب تكفير الخطايا وحط السيئات ومضاعفة الحسنات ...
وينبغي أن يعلم أن تكفير السيئات بهذه الأذكار وغيرها : مشروط باجتناب الكبائر ، وعدم الإصرار على الذنوب ؛ لقول الله عز وجل: ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا) وقوله سبحانه: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم (233) " .
انتهى ملخصا من "مجموع فتاوى ابن باز" (26/ 74-75) .

وقد سئل ابن باز رحمه الله عن حديث : ( من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج ، وإن كانت عدد أيام الدنيا ) فضعفه وقال :
" متنه منكر ، ولو صح لكان ذلك في حق من أتى بهذا الاستغفار تائبا توبة نصوحا؛ لأن التوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب كلها " .
انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (26/ 287) .

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (17188) ، ورقم : (153274) ، ورقم : (6745) .
والله أعلم .