عنوان الفتوى : الحاسد والعائن.. عوامل الاشتراك والافتراق
هل يمكن أن يقع الحسد دون رؤية الحاسد للمحسود؛ بحيث إذا تحدث شخصان عبر الإنترنت من خلف الشاشة، ودون أن يرى أحدهما الآخر. هل يمكن أن يقع الحسد بينهما إذا تمنى أحدهما زوال النعمة عن الشخص الآخر أم يشترط أن تتم الرؤية بالعين ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فرق بعض أهل العلم بين الحسد والعين، فذكروا أن الحسد قد يحصل عن بعد، وأما العين فلا تحصل إلا عند رؤية العائن لما يصيبه بالعين.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: والعين نظر باستحسان، مشوب بحسد من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر. انتهى.
وقال ابن القيم –رحمه الله – في بدائع الفوائد: والعائن، والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء، فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه، وتتوجه نحو من يريد أذاه. فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضا. انتهى.
وجاء في تفسير أضواء البيان: ويشتركان - الحسد والعين - في الأثر، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق. فالحاسد: قد يحسد ما لم يره، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه، ومصدره تحرق القلب، واستكثار النعمة على المحسود، وبتمني زوالها عنه، أو عدم حصولها له، وهو غاية في حطة النفس. والعائن: لا يعين إلا ما يراه، والموجود بالفعل، ومصدره انقداح نظرة العين، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده، وماله. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: والحاسد، والعائن يشتركان في أن كلاً منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من تريد أذاه، إلا أن العائن تتكيف نفسه عند مقابلة العين والمعاينة، والحاسد يحصل حسده في الغيبة والحضور..... انتهى من الموسوعة الفقهية.
والله أعلم.