عنوان الفتوى : جفاء الزوج مع زوجته ليس من حسن العشرة
ما حكم الزوج في إهمال زوجته المريضة؟ أنا متزوجة، ولدي 3 أطفال، ويشاء الله أن يمرض 2 من أبنائي، وبعد ذلك يمرض ابني الثالث، وأنا في نفس الوقت. وكانت درجة حرارتي مرتفعة نتيجه لالتهاب بالحلق، ولا أتحمل القيام بأي عمل في المنزل. زوجي العزيز حتى كلمة ألف سلامة لم يلقها علي، ولا حتى عرض علي الذهاب للطبيب للاطمئنان، وأخذ مضاد حيوي مناسب. وعندما أخبرته أن حرارتي عالية، رد علي بسخرية: (ماشي ماشي، روحي اقعدي في التكييف)علما بأني مغتربة، لا يوجد أحد من أهلي. كيف أتعامل معه هل معي الحق أن أتضايق؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن حسن العشرة أن يهتم الرجل بزوجته، ويسأل عن أحوالها ويؤانسها، ويلاطفها ولا سيما حال مرضها. فإن كان زوجك قد أهملك حال مرضك دون عذر، فهو مسيء لعشرتك، والذي ننصحك به أن تتفاهمي معه برفق، وتذكريه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجال : "... اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه. وبقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
وتتعرفي على سبب إهماله لك، فربما كان له عذر تعرفينه منه، وربما كان غاضبا منك لأمر حصل منك، أو تقصير منك في بعض حقوقه، ويريد إشعارك بذلك حتى تتداركي التقصير.
فقد جاء في طرح التثريب في شرح التقريب: وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ مُلَاطَفَةِ الْإِنْسَانِ زَوْجَتَهُ، وَحُسْنُ مُعَاشَرَتِهَا إلَّا أَنْ يَسْمَعَ عَنْهَا مَا يَكْرَهُ، فَيُقَلِّلُ مِنْ اللُّطْفِ لِتَفْطِنَ هِيَ أَنَّ ذَلِكَ لِعَارِضٍ، فَتَسْأَلَ عَنْ سَبَبِهِ فَتُزِيلُهُ، وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ السُّؤَالِ عَنْ الْمَرِيضِ. اهـ
وعلى أية حال فالذي ننصحك به أن تصبري، ولا تقابلي جفاء الزوج بجفاء؛ فإن العلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على التفاهم والتغاضي عن الهفوات.
والله أعلم.