عنوان الفتوى : ما المراد بالباقيات الصالحات الواردة في القرآن
ما هي الباقِيات الصالحات الواردة في قوله تعالى: (والبَاقِياتُ الصالِحات خَيرٌ عندَ ربِّك ثَواباً وخير أَمَلاً) (سورة الكهف : 46).
الباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة التي يكون لها ثواب في الآخرة، فهي كالشّجرة المُثمرة التي تبقى ثمرتُها بعد انتهاء هذه الدنيا.
جاء في تفسير القرطبي أن العلماء اختلفوا في المراد بهذه الأعمال الصالحة على أقوال كثيرة، فقيل هي الصلوات الخمس، وقيل: كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة، وهو الصحيح. وقال الجمهور: هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، كما أخرجه مالك في الموطأ، ووردت في هذا الذِّكر آثار كثيرة تؤكّد أنها المراد من الباقيات الصالحات منها حديث “استكثِروا من الباقياتِ الصّالحات” قيل: وما هنّ يا رسول الله ؟ قال : “التّكبير والتّهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله” رواه أحمد وأبو يعلى والنسائي واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه. وحديث “خُذوا جُنَّتَكم” قالوا : يا رسول الله: عدوٌّ حضر؟ قال: “لا ، ولكن جُنّتكم من النار، قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنّهن يأتين يوم القيامة مُجنَّبات ومُعقبات، وهن الباقيات الصالحات” رواه النسائي والحاكم والبيهقي، والجنة ما يستر ويَقِي، ومعنى المجنّبات: المتقدِّمات أمامكم، وفي رواية مُنجيات، وفي رواية للطبراني تأتى من ورائكم، والمراد أن هذه الكلمات تكون حارسة يوم القيامة للإنسان من خلفه ومن أمامه.
وجاء أحاديث كثيرة في فضل هذا الذكر أو بعضه يرجع إليه في “الترغيب والترهيب” للحافظ المنذري ج 2 ص 165 وما بعدها.