عنوان الفتوى : هل هناك أحد من الصحابة من بلاد الهند أو بلاد الصين ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل كان هناك صحابة للنبي صلى الله عليه وسلم من شبه القارة الهندية أو الصين ؟ ففي الويكبيديا هناك أسماء بعض الرجال يُدَّعى أنهم كانوا صحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، مثل تميم الأنصاري ، وشيرمان برومال ، ومالك الدار ، فهل هذا صحيح ؟

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق


الحمد لله
أولا :
موقع " ويكيبيديا " ليس مرجعا شرعيا لمعرفة الأحكام والعلوم الشرعية ، ولا ينبغي الاعتماد عليه في ذلك ، وفي المراجع الشرعية المعتمدة ، والمواقع الإسلامية المشهورة ما يغني طالب العلم أو الباحث عن الاعتماد على هذا الموقع .
راجع جواب السؤال رقم : (160771) للتعرف على هذا الموقع .
ثانيا :
ليس في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد من بلاد الهند أو بلاد الصين ، فإن هذه البلاد لم يدخلها الإسلام ، إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بزمن طويل .
ولم يعرف لأحد من أهل هذه البلاد هجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، كما عرف ـ مثلا ـ لسلمان الفارسي ، رضي الله عنه .

وقد انتحل الصحبة بعض الدجالين من أهل الهند ، وبيّن العلماء هذا الافتراء والتزوير .
فمن هؤلاء :
- رتن الهندي ، قال الذهبي :
" رتن الهندي ، وما أدراك ما رتن! شيخ دجال بلا ريب ، ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة ، والصحابة لا يكذبون.
وهذا جرئ على الله ورسوله ، وقد ألفت في أمره جزءا.
وقد قيل: أنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
ومع كونه كذابا ، فقد كذبوا عليه جملة كبيرة من أسمج الكذب والمحال " .
انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 45) .
- سَرْباتك ملك الهند ، قال الحافظ في "الإصابة" (3/279) : " روى أبو موسى في الذيل من طريق بشر بن أحمد الإسفرائيني صاحب يحيى بن يحيى النيسابوري حدثنا مكي بن أحمد البردعي سمعت إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول : رأيت سرباتك ملك الهند في بلدة تسمى قنّوج ، فقلت له كم أتى عليك من السنين ؟ قال سبعمائة وخمس وعشرون سنة ، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ إليه أسامة وصهيبا يدعوانه إلى الإسلام ، فأجاب وأسلم ، وقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم . قال الذهبي في التجريد : هذا كذب واضح " انتهى .
- جاكرواني فرماس ، من ملوك الهند أيضا ، زعموا أنه رأى آية انشقاق القمر فأسلم ، ولا أصل لهذه الحكاية .
- روى الحاكم (7190) من طريق عَمْرُو بْن حَكَّامٍ ، ثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " أَهْدَى مَلِكُ الْهِنْدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرَّةً فِيهَا زَنْجَبِيلٌ ، فَأَطْعَمَ أَصْحَابَهُ قِطْعَةً قِطْعَةً ، وَأَطْعَمَنِي مِنْهَا قِطْعَةً " .
وهذا مع أنه ليس نصا في الصحبة ، فهو منكر ؛ عمرو بن حكام ضعيف جدا ، قال الإمام أحمد : كان يروي عن شعبة نحو أربعة آلاف حديث ، تُرك حديثه .
وضعفه ابن معين والبخاري وغيرهما ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه عمرو بن حكام غير متابع عليه .
"لسان الميزان" (4 /360) .
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ، معروف بالضعف ، انظر "الميزان" (3/127) .
وكان أول غزو المسلمين لبلاد الهند سنة أربع وأربعين من الهجرة .
راجع جواب السؤال رقم : (180851) .

ثالثا :
أما تميم الأنصاري : فهو صحابي أنصاري ، وليس من الهند أو الصين
قال الحافظ :
" تميم بن زيد الأنصاري ، والد عباد وأخو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني في قول الأكثر ، وقيل هو أخوه لأمه ، قال ابن حبان : تميم بن زيد المازني له صحبة ". انتهى من "الإصابة" (1 /370) .
وقال ابن حبان في "الثقات" (3/ 41):
" تَمِيم بْن زيد الْمَازِني أَبُو عباد الْأنْصَارِيّ من بني النجار " .
وقال ابن منده في "معرفة الصحابة" (ص 321):
" عداده في أهل المدينة " .
رابعا :
أما مالك الدار : فهو تابعي من أهل المدينة وليس صحابيا ، قال ابن سعد : " مالك الدار مولى عُمَر بْن الْخَطَّاب ، وقد انتموا إلى جُبْلانَ ، من حِمْيَر ، وروى مالك الدار عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وعُمَر - رحمهما اللَّه - روى عَنْهُ أَبُو صالح السمان ". انتهى من "الطبقات الكبرى" (5/ 8) .

وفي الداريِّين جملة مذكورة في الصحابة ، منهم : عبد الرحمن بن مالك الداري ، ومروان بن مالك الداري ، وجَبَلة بن مالك الداري ، انظر "أسد الغابة" (3/486) ، (5/141) ، "الإصابة" (6/ 53) ، (1/458) ، "الاستيعاب" (ص1470)
خامسا :

أما " شيرمان " و " برومال " : فلا وجود لهما في شيء من كتب تراجم الإسلاميين ، لا في الصحابة ولا في غيرهم .

والله تعالى أعلم .