عنوان الفتوى : التائب من ترك الصلاة وانتهاك حرمة رمضان بالجماع ماذا يلزمه
بسم الله الرحمن الرحيمأنا شاب التزمت منذ 10 أشهر ولله الحمد سؤالي أنني قبل التزامي جامعت زوجتي في نهار رمضان مع العلم أنني كنت لا أصلي قبل الالتزام إلا إذا حضرت الصلاة وأنا مع ناس يصلون أصلي مجاملة لهم بل ربما يصل الأمر أن أصلي بلا وضوء بل قد أصلي وعلي الحدث الأكبر , وقد سألت أحد المشايخ هل علي كفارة فقال إن علي التوبة فقط لأني كنت في حكم الكافر بتركي للصلاة إلا أنني لم أزال غير مطمئن فأرجو إفادتي بجواب لذلك هذا والله يحفظكم ويرعاكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ترك الصلاة على قسمين: ترك جحود وصاحبه كافر مرتد بإجماع المسلمين ولا حظ له في الإسلام.
والثاني: أن يكون تركها ترك تكاسل عن أدائها ولكنه مقر بوجوبها.. فهذا فاسق فسقا أعلى ومرتكب لكبيرة عظيمة من أعظم الكبائر.... ويؤمر تاركها بالصلاة فإذا لم يؤدها في الوقت قتل بالسيف حداً لا كفرا.
وهذا مذهب جمهور أهل العلم ومنهم الأئمة الكبار .....
وقال بعض أهل العلم إنه كافر كفرا أكبر مخرجاً من الملة.
ومع أن الجمهور يقولون بعدم كفره كفراً مخرجاً من الملة إلا أنهم يعتبرون ذنبه فوق جميع الذنوب التي لم تصل إلى درجة الكفر.
وبناء على قول الجمهور من عدم كفر تارك الصلاة.... فإن عليك أن تقضي ما فاتك من الصلوات، وعليك كذلك كفارة عن انتهاك حرمة رمضان والجماع في نهاره، والكفارة هنا: صيام شهرين متتابعين، أو عتق رقبة(مملوك) أو إطعام ستين مسكيناً وهو الأفضل عند بعض أهل العلم.
وعليك قبل ذلك وبعده أن تتوجه إلى الله تعالى بالتوبة النصوح وأن تكثر من أعمال البر وأن تجتنب أصدقاء السوء وتستبدلهم بالصحبة الطيبة، فكل ذلك مما يعينك على الخير والاستقامة.
واعلم أخي الكريم أن التوبة تجُّبُ ما قبلها؛ بل تبدل السيئات حسنات. قال الله تعالى في شأن عباد الرحمن:إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
والله أعلم.