عنوان الفتوى : تعلم أساليب القتال لا يختص بالرجال
ما هو رأي الإسلام في تعلم الفتاة الفنون الدفاعيه؟؟ علما أن ذلك ليس من باب التشبه بالرجال؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدفاع عن العقيدة والنفس والعرض والمال مطالب به كل مسلم -رجلاً كان أو امرأة- وتعلم أساليبه وفنونه لا يختص به الرجال دون النساء، ولقد ضربت المرأة المسلمة أمثلة رائعة في الدفاع عن دينها وعرضها، من ذلك ما فعلته أم سليط يوم أحد، يقول عمر: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما التفت يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني. فتح الباري 6/93
وكذلك أم عمارة "نسيبة بنت كعب" تخبر عن نفسها: خرجت -يعني يوم أحد- ومعي سقاء وفيه ماء فأنتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي، قال ابن عمر : شهدت أم عمارة بيعة الرضوان، ثم شهدت اليمامة فقاتلت حتى قطعت يدها وجرحت اثني عشر جرحاً. الاصابة في تمييز الصحابة 4/418
فلا شك أن أم سليط وأم عمارة كانتا تتقنان فنون القتال والطعان، وإلا لما استطاعتا أن تباشرا القتال وتذودان عن أنفسهما وغيرهما.
واليوم لم يعد أمر الدفاع عن النفس محصوراً في السيف والرمح بل كثرت فنون الدفاع وتعددت أساليبه، ولهذا لا نجد ما يمنع المسلمة من أن تتعلم كيف تدافع عن نفسها وعرضها.
بل قد يرتقي الأمر في ذلك إلى الوجوب إذا كان لا يتم إلا بهذا التعلم كما في بعض الأماكن والحالات، ولكن يجب أن يتم هذا التعلم ضمن ضوابط الشرع فإما أن تتعلم ذلك في بيتها، أو في مجتمع نسائي خالص مع ستر ما لا يحل كشفه من العورات.
وإنما قلنا إن تعلمهما لهذا قد يرتقي إلى درجة الوجوب لأنه من المقرر شرعاَ أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وحفظ العرض والنفس من الواجبات.
والله أعلم.