عنوان الفتوى : حكم من أسرف على نفسه بالمعاصي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب ولدت مسلمًا وكنت لا أترك الصلاة ولكن (شاءت الأقدار) أن أسافر خارج بلادي لفترة مع عائلتي ومن ثم بدونهم، وتركت الصلاة لفترة أكثر من أربع سنين وفعلت كثيرا من الفواحش مثل الزنى ولم أصم رمضان لمدة أربع أشهر، وجامعت زوجتي في شهر رمضان وكل ذلك بسبب جلساء السوء. والآن أنا تائب إلى ربي ونادم على فعلي وأحافظ على الصلاة بمفردي أو في الجماعة أفيدوني ماذا يجب علي؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الجواب:

إذا كان الواقع هو ما ذكرت فالتوبة النصوح كافية وهي تجب ما قبلها وليس عليك قضاء شيء من الصلاة والصوم ولا شيء من الكفارات؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء، أما إن جحد وجوبها كفر إجماعًا، والكافر إذا أسلم لا يقضي شيئًا من الواجبات المتعلقة بحق الله سبحانه؛ لقول الله : قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ [الأنفال:38]، وقول النبي ﷺ: الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها.

ونوصيك بالاستقامة على التوبة والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة إذا استقمت على التوبة والإصلاح؛ لقول الله سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]. رزقنا الله وإياك الثبات على الحق إنه خير مسؤول.
وقد وقع في سؤالك كلمة يجب التنبيه عليها وهي قولك: "شاءت الأقدار" والأقدار لا مشيئة لها، والصواب أن يقال: شاء الله وحده، أو شاء الله سبحانه ونحو ذلك. وفقنا الله وإياك للفقه في الدين والاستقامة عليه[1].
 


--------------------
نشر في كتاب فتاوى إسلامية من جمع محمد المسند، ج 4 ص 154، ونشر في جريدة البلاد العدد 15288 بتاريخ 18/1/1419 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/425).