عنوان الفتوى : حديث : ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وأَصْوَاتِها )
ينشر شخص ما هذا الحديث الآتي ، فهل هو حديث : " اقرؤوا القرآن باللغة واللهجة العربية " ؟
الحمد لله
لم نقف على حديث باللفظ المذكور في السؤال .
لكن : لعل السائل يقصد ما رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7223) والفسوي في
"المعرفة والتاريخ" (2/ 480) والبيهقي في "الشعب" (2406) وأبو عبيد في "فضائل
القرآن" (ص 165) ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (ص 135) وابن الجوزي في "العلل
المتناهية" (1/ 111) من طريق بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ
مَالِكٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا ، وَكَانَ قَدِيمًا يُكْنَى بِأَبِي
مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ
الْعَرَبِ وأَصْوَاتِها، وَإِيَّاكُمْ ولُحُونَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَأَهْلِ
الْفسقِ، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ بَعْدِي قَوْمٌ يُرَجِّعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيعَ
الْغِنَاءِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ وَالنَّوْحِ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، مفتونةٌ
قُلُوبُهُمْ، وقلوبُ مَنْ يُعْجِبُهُمْ شَأْنُهُمْ )
قال الطبراني : " لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حُذَيْفَةَ إِلَّا بِهَذَا
الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: بَقِيَّةُ "
وهذا إسناد واه ، فيه
ثلاث علل :
أولا : أبو محمد راويه عن حذيفة : مجهول لا يعرف .
ثانيا : حصين بن محمد الفزاري من شيوخ بقية المجهولين ، قال الذهبي رحمه الله في
"ميزان الاعتدال" (1/ 553):
" حصين بن مالك الفزاري عن رجل، عن حذيفة: ( اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها )
تفرد عنه بقية، ليس بمعتمد. والخبر منكر " انتهى .
ثالثا : بقية بن الوليد ، وهو وإن كان أحد الثقات الأعلام ، إلا أنه كان كثير
التدليس ، كثير الرواية عن شيوخ له هلكى مجهولين ، قال ابن معين : إذا حدث عن
الثقات : فاقبلوه ، أما إذا حدث عن أولئك المجهولين : فلا ، وإذا كنى الرجل ولم
يسمه : فليس يساوي شيئا . وقال يعقوب بن سفيان: بقية ثقة حسن الحديث إذا حدث عن
المعروفين، ويحدث عن قوم متروكي الحديث وعن الضعفاء ، ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم ،
وعن كناهم إلى أسمائهم ، وقال العجلي: ثقة فيما يروي عن المعروفين ، وما روى عن
المجهولين فليس بشيء. وقال النسائي: إذا قال حدثنا وأخبرنا : فهو ثقة ، وإذا قال عن
فلان ، فلا يؤخذ عنه ، لأنه لا يدري عمن أخذه. وقال العقيلي: صدوق اللهجة إلا أنه
يأخذ عمن أقبل وأدبر : فليس بشيء..
"تهذيب التهذيب" (1/ 475-477)
وشيخه في هذا الحديث حصين بن مالك من أولئك الشيوخ المجهولين .
قال ابن الجوزي رحمه
الله في "العلل المتناهية" (1/ 111):
" هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ مَجْهُولٌ ، وبقية يروي عن حديث
الضُّعَفَاءِ وَيُدَلِّسُهُمْ " انتهى .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 169):
" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ،
وَبَقِيَّةُ أَيْضًا " .
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (1067)
والحاصل :
أن هذا الحديث : ضعيف جدا لا يصح .
تنبيه :
قال ابن الأثير في "النهاية" (4/ 242-243):
" اللُّحُون والأَلْحان: جَمْعُ لَحْن، وَهُوَ التَّطْرِيب، وتَرجِيع الصَّوْت،
وتَحسِين القِرَاءة، والشِّعر والغِنَاء. وَيُشْبه أَنْ يكْون أرادَ هَذا الَّذِي
يَفْعَله قُرَّاء الزَّمَان؛ مِنَ اللُّحُون التَّي يَقْرَأون بها النَّظَائر في
المَحَافِل، فإن اليَهُود والنَّصارى يقْرأون كُتُبَهم نَحواً مِنْ ذَلِكَ " انتهى
.
وراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (67586)
أسئلة متعلقة أخري |
---|
حديث : ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وأَصْوَاتِها ) |