عنوان الفتوى : الطريقة الصحيحة لدراسة الفقه
أدرس في معهد للدراسات الإسلامية، وندرس فيه الأحكام والمسائل الفقهية على مذهب واحد فقط, وأريد أن أفيد من حولي بما أدرس لأن زكاة العلم تبليغه، ولكن كثيرا من المسائل الفقهية عليها خلاف. فهل يجب علي دراسة جميع المذاهب، ومعرفة الخلاف، فهذا أمر صعب أم أقتصر على تطبيقه فقط، وإن لم أبلغه هل علي ذنب؟ وبارك الله فيكم وجزاكم خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يجب عليك أن تدرسي كل المذاهب الفقهية، ولا أن تعرفي الخلاف بين أهل العلم، بل ينبغي لطالب العلم المبتدئ أن يقتصر في دراسته الفقهية على مختصر فقهي في مذهب واحد، فإذا أتمه وتصور المسائل التي فيه وفهمه، انتقل إلى ما هو أوسع منه، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الفقه المقارن، وهذا هو الأنفع له في الطلب، وأما التوسع في كل المذاهب الفقهية ابتداء، فهذا يضيع به الفهم والضبط.
وقد روي عن الإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال : من رام العلم جملة ذهب عنه جملة، إنما يؤتى العلم على مر الأيام والليالي. اهــ. وقيل أيضاً: ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم .
ولا يجب عليك تبليغ كل ما تتعلمينه، ولا حرج عليك في تبليغ ما تعلمته, ونسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا ويوفقك لكل خير, وانظري الفتوى رقم: 135000عن منطلقات طالب العلم وأهم ما يبدأ به، والفتوى رقم: 69558، والفتوى رقم: 194901.
والله تعالى أعلم.