عنوان الفتوى : هل يلزم الغسل بالشك في نزول المني
ليومين متتالين عندما قمت من النوم رأيت في ملابسي أثرا لبقعة بيضاء فقلت ربما يكون من الاحتلام فاغتسلت ولم أتأكد هل هو إفراز عادي لأنه سبق ونزل مني إفراز أبيض بلا سبب، وقبل اليومين حصل لي نفس الشيء ولكني توقعت أنها بقع صابون لأنها تحصل لعدم خلطي الصابون في الغسالة جيداً ولأني عندما قمت بحك أجزاء من ملابسي ظهرت بقع أخرى بيضاء فلم أغتسل، فما الواجب علي؟ وما الواجب علي لو شككت كما حصل لي سابقاً؟ فهذه الفترة حصل معي أكثر من شك ولم أتيقن، فمثلا: عندما كانت ملابسي بيضاء لم أجد أثر بقعة بيضاء ولم أغتسل ولا أعلم هل لأن ملابسي بيضاء لم أجد أي أثر، أو لأنه في الأصل لم ينزل أي إفراز.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيظهر من سؤالك أنك مصابة بشيء من الوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس وندعوك للإعراض عنها ومجاهدتها ما أمكن، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وإذا شككت هل خرج منك شيء أصلا أو لا؟ فالأصل عدم خروج شيء، فاعملي بهذا الأصل حتى يحصل لك اليقين بخلاف ذلك، فإذا شككت هل البقعة التي تجدينها من أثر الصابون أو هو شيء خرج منك؟ فالأصل عدم خروج ما شككت في خروجه فلا يلزمك شيء، ولا يلزمك الاغتسال إلا إذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، فإذا استيقظت ورأيت في بدنك أو ثوبك ما تقطعين بكونه منيا فالغسل واجب عليك، وأما مع الشك في خروج شيء فلا يلزمك شيء، وإذا تيقنت خروج شيء وشككت هل هو مني أو غيره فإنك تتخيرين ـ على ما نفتي به ـ فتجعلين له حكم واحد مما شككت فيه، وانظري الفتوى رقم: 158767.
ولبيان صفات مني المرأة والفرق بينه وبين مذيها انظري الفتويين رقم: 128091، ورقم: 131658.
والله أعلم.