عنوان الفتوى : السبب في كون الإيمان حين تقع الفتن بالشام
كيف نوفق بين حديث: ((..ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام)) والواقع الحالي في بلاد الشام حيث تنتشر فيها الفتن، وتنتشر فيها العقيدة الأشعرية بشكل كبير، فإن كان الإيمان عند الفتن في بلاد الشام فعلينا اتباع علمائهم، والآن أغلب علمائهم أشاعرة ؟ ما الفتن المقصودة في الحديث؟ وكيف نرد على الأشاعرة إن استخدموا هذا الحديث حجة لهم بأنهم على صواب حيث إن بلاد الشام هي مركز جيد أيضا للأشاعرة؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا في منامي، أتتني الملائكة، فحملت عمود الكتاب من تحت وسادتي، فعمدت به إلى الشام، ألا فالإيمان حيث تقع الفتن بالشام. رواه أحمد والطبراني، وصححه الحاكم، وعبد الحق الإشبيلي، والأرنؤوط.
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم، إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام. رواه أحمد والبيهقي في الدلائل، وصحح إسناده. وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن عامر الأنطاكي وهو ثقة. اهـ.
ومحمل هذا الحديث على آخر الزمان حين تقع الفتن الكبرى وأشراط الساعة.
قال القرطبي في (التذكرة): قال أبو محمد عبد الحق: هذا حديث صحيح، ولعل هذه الفتن هي التي تكون عند خروج الدجال، والله ورسوله أعلم. اهـ.
وقال الدكتورعبد الله الغفيلي في (أشراط الساعة): السبب في كون الشام هي أرض المحشر أن الأمن والإيمان حين تقع الفتن في آخر الزمان يكون بالشام ... وقد تقدم أن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان يكون بالشام، وبه يكون اجتماع المؤمنين لقتال الدجال، وهناك يقتله المسيح عليه السلام بباب لد. اهـ.
والله أعلم.