عنوان الفتوى : فضل القدس وبلاد الشام
سؤالي هو ما العبرة من نزول جميع الديانات في القدس ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت للقدس ولبلاد الشام عموما خير كثير وبركة. فقد جاء في كتاب الله تعالى في سورة الإسراء: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله. وقال سبحانه: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ {الأنبياء:71} ، قال الحسن: إن الأرض التي باركنا فيها: [الشام] وروي ذلك عن مجاهد، وابن زيد، وابن جريج.
وقال الشيخ السعدي – رحمه الله – أي الشام ... ومن بركة الشام أن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها، مهاجرا لخليله، وفيها أحد بيوته الثلاثة المقدسة وهو بيت المقدس.
قال ابن تيمية – رحمه الله – والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه.
وجاء في الصحيح من كتب السنة أحاديث كثيرة في فضل بلاد الشام أذكر منها ما جاء عن معاوية بن حيدة – رضي الله عنه – قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالشام. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله. وعنه صلى الله عليه وسلم: ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام. وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشام أرض المحشر والمنشر. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام: عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده. رواه أبو داود وأحمد، بسند صحيح.
فإذا كان للشام هذا الفضل فلا غرابة في أن تكون مهدا لكثير من الديانات، وليس جميع الديانات كما ورد في السؤال؛ لأن الإسلام لم يكن مهده في الشام، وإنما كان في الحجاز.
ولله تعالى حكم في خلقه، يفعل في ملكه ما يريد ويحكم بما يشاء، فلا مدخل للعقل في أفعاله ولا معارضة لأحكامه.
والله أعلم.