عنوان الفتوى : الراجح في حكم تغطية وجه المرأة وموقف المسلم في مسائل الخلاف
أرتدي النقاب منذ 12 عامًا, وكنت مقتنعة تمام الاقتناع بوجوبه بعد أن سمعت من بعض المشايخ شديدي الالتزام والتشدد, وشربت منهم التشدد في الالتزام, ولكني أشعر الآن أني شددت على نفسي, بعد أن سمعت عددًا كبيرًا من المشايخ لا يعتقدون وجوب النقاب, فأخذت أبحث من جديد عن أدلة وجوب النقاب بعد أن شعرت بالدونية؛ بسبب معاملة الناس لمن ترتدي النقاب, وابتعادهم عنها, وإن الفيصل عندي هو حكم الله, فإن كان فريضة حقًّا فأنا أرتضيه - ولو عذبت وأحرقت من أجله - وإن كان غير ذلك فلماذا أرتديه وأشدد على نفسي إن لم يفرضه الله!؟ وكل ما أراه هو اختلافات علماء, فلماذا يحيروننا؟ ولو لم آخذ بالرأي الأحوط من الرأيين, فهل ضيعت نفسي؟ وهل سيتحمل الوزر عني علماء هذا الرأي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلاف بين الفقهاء واقع في كثير من مسائل الفقه، وغالبًا ما يكون لهذا الخلاف ما يسوغه, ولمعرفة شيء من أسباب اختلاف الفقهاء يمكن الرجوع إلى كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام ابن تيمية، فقد أجاد فيه وأفاد، ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 26350.
ومسألة تغطية الوجه من مسائل الاجتهاد التي وقع فيها الخلاف بين الفقهاء، ولكل فريق منهما أدلته، والمرجح عندنا القول بالوجوب، وسبق أن بينا أدلة الترجيح بالفتوى رقم: 4470، فراجعيها .
وكل واحد من العلماء المجتهدين إنما يفتي بما ترجح عنده، ولا يوصف هذا بالتشدد, ولا يوصف الآخر بالتساهل.
وبالنسبة لك: إن لم يكن لديك علم بوجوه الاستدلال والترجيح بين الأقوال ففرضك سؤال من تثقين به من العلماء والعمل بما أفتاك به, قال الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}, فإذا عملت بفتواه فذمتك بريئة من أي تبعة, وإن كنت طالبة علم تدركين وجوه الاستدلال وكيفية الترجيح بين الأقوال فإنك تعملين بما يترجح عندك.
وننبه إلى أنه لا يجوز التنقل بين المفتين - إن كان ذلك طلبًا للرخصة - كما هو مبين بالفتوى رقم: 134759.
وننبه أيضًا إلى أن أمر النقاب والالتزام به قد أصبح أهون من ذي قبل بسبب كثرة من يرتدينه، هذا بالإضافة إلى أن التمسك بشرع الله تعالى عند كثرة الفتن والفساد مما يعظم به الأجر, ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 70956 - 58011 -12744.
والله أعلم.