عنوان الفتوى : ما المقصود بـ ( قهر الرجال ) الوارد في الحديث ؟
ما معنى قهر الرجال في الدعاء : ( اللهم إني أعوذ بك من الهم ، والحزن ، والعجز ، والكسل والجبن ، والبخل ، وغلبة الدين ، وقهر الرجال ) ؟
الحمد لله
وردت لفظة ( قهر الرجال ) في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو
أمامة ، فقال : ( يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ
فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ) ، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : (
أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا ، إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ : أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ ) ، قال قلت : بلى يا رسول الله ، قال :
( قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ
وَقَهْرِ الرِّجَالِ ) ، قال ففعلت ذلك ، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني " .
رواه أبو داود (1555)، وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح وضعيف سنن أبي
داود".
وقد فُسِّر لفظ القهر الوارد
في هذا الحديث ، بما ثبت في صحيح البخاري (6369) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،
والعجز والكسل ، والجبن والبخل ، وضلع الدين وغلبة الرجال .
فالقهر سببه الغلبة ، فالرجل
إذا شعر بغلبة الرجال له ، وتسلطهم عليه ، بحق ، أو بغير حق : تسبب ذلك في حصول
الكمد والقهر في نفسه .
قال الشيخ محمد شمس الحق
العظيم آبادي رحمه الله : " ( من غلبة الدين ) : أي كثرته وثقله ، ( وقهر الرجال )
: أي غلبتهم ... " انتهى من " عون المعبود شرح سنن أبي داود " (4/289) .
وقال رحمه الله – أيضا - : "
( وغلبة الرجال ) أي : قهرهم وشدة تسلطهم عليه ، والمراد بالرجال الظَّلَمة ، أو
الدائنون ، واستعاذ عليه الصلاة والسلام من أن يغلبه الرجال ؛ لما في ذلك من الوهن
في النفس " انتهى من " عون المعبود شرح سنن أبي داود " (4/281) .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |