مسكين أنت يا صاح - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
كم مرة حكمت عليه من خلال مظهره أو قيَّمته عبر سمته وظننت به الظنونا ثم فوجئت بعد حين أن حكمك لم يكن في محلهكم مرة عينت نفسك قاضيا وربما جلادا وقررت أن تعطي هذا درجات وتحرم ذاك منها ثم ظهر لك من جديد أنك كنت ساذجا مجترئا
كم مرة قررت أن تضع على شخصيته ختما مفاده أنه من تلك الطائفة التي تسميها: "العوام" ثم اكتشفت أنه أفضل منك وأشد تقوى وربما أكثر علما وفهما وأن تلك الدرجات والألقاب التي قررت أن من حقك توزيعها على الخلق ليست لك ولا لملء الأرض من مثلك
ماذا؟!!
لم يحدث معك شيء مما سبق؟!
لم تفاجأ أو تكتشف أو تدرك أياً من ذلك الذي ذكرته لك؟
لم يزل هذا عندك بعيد وذاك مفرط وهؤلاء عوام وأولئك فساق
لم تزل بعد تحمل حقيبة درجاتك توزعها على هذا وتحرم منها ذاك
لا يزال قلمك الأحمر في يمينك تضع به علاماتك على شخوصهم وسوط تقييمك في يدك اليسرى تجلد به ظهور نفوسهم بتقسيماتك وتسمياتك واصطلاحاتك
مسكين أنت يا صاح....
تحتاج حقا إلى الدعاء