عنوان الفتوى : اختلاف الرواة في عدد النساء في قصة النبي سليمان لا يؤثر على صحة الرواية
توجد بعض الأحاديث في البخاري عن النبي سليمان عليه السلام، تقول إنه قال بأنه سيطوف الليلة على أكثر من امرأة، وسينجب من كل امرأة غلاما يجاهد في سبيل الله، ولكنه لم يستثن، فلم يتحق مراده. ولقد اختلفت الأحاديث الصحيحة في عدد النساء اللواتي تكلم عنهن قيل 60 في مرة، و 70 في مرة، و 90 في مرة أخرى، و100 في مرة، كما أن هناك حديثا يقول 100 أو 99 امرأة. وسؤالي هو: لماذا حدث هذا الاختلاف بالأرقام على الرغم من توافر شروط الحديث الصحيح بهذه الأحاديث؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لفظ: "ستين" لم يرد ضمن ألفاظ الحديث المخرَّجة في الصحيحين. وقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث من صحيح البخاري أن: مُحَصَّلُ الرِّوَايَاتِ سِتُّونَ، وَسَبْعُونَ، وَتِسْعُونَ، وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ، وَمِائَةٌ، وَالْجَمْعُ بَيْنَهَا: أَنَّ السِّتِّينَ كُنَّ حَرَائِرَ، وَمَا زَادَ عَلَيْهِنَّ كُنَّ سِرَارِيَ، أَوْ بِالْعَكْسِ، وَأَمَّا السَّبْعُونَ فَلِلْمُبَالَغَةِ، وَأَمَّا التِّسْعُونَ وَالْمِائَةُ فَكُنَّ دُونَ الْمِائَةِ وَفَوْقَ التِّسْعِينَ؛ فَمَنْ قَالَ تِسْعُونَ أَلْغَى الْكَسْرَ، وَمَنْ قَالَ مِائَةً جَبَرَهُ وَمَنْ ثَمَّ وَقَعَ التَّرَدُّدُ. اهـ.
هذا، وإن رواة الحديث في زمن الرواية لم يكونوا يعتنون بنقل عدد شيء ليس تحته حكم ولا يترتب عليه عمل، فالمراد أن نبي الله سليمان طاف على نسوة كثيرات ولم يستثنِ في قَسَمِه، ومثل هذا الاختلاف في الرواية لا يؤثر في صحتها مطلقًا.
والله أعلم.