عنوان الفتوى : مهما ابتغينا العزة بغير الدين أذلنا الله.

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لماذا أحلام الشعب العربي كثيرة وفعالة في المجتمع لكنه عاجز عن تحقيقها رغم امتلاكه المال وإرادته القوية ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان العرب فعلاً يريدون أن يصلح حالهم فعليهم بالعودة إلى دينهم الذي هو مصدر عزتهم وسر قوتهم، فسنة الله تعالى أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وما انتصر المسلمون الأوائل إلا بهذا الدين، ولن ينتصروا في المستقبل إلا بالعودة إليه، وقديماً قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. وصدق عمر رضي الله عنه.
هذا ما شهد به التاريخ فكان العرب قبل الإسلام موزعين ومستغلين من الأمم التي تجاورهم، فكان الفرس يستغلون من جاورهم، وكان الروم يستغلون كذلك من حولهم من العرب، وحتى الحبشة كانوا يستغلون من بجوارهم من العرب.
وحتى أولئك الذين كانوا في وسط الجزيرة العربية محتمين بصحرائهم لم يكونوا أحسن حالاً من أولئك المستغلين في الأطرافـ، فكانوا يتقاتلون على أتفه الأسباب، ويعيشون في جاهلية جهلاء يعبدون الأصنام ويئدون البنات..
فلما جاءهم هذا الدين العظيم أخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة والإيمان، فسادوا به الدنيا، وعلموه للبشرية، وسعد به من اتبعه...
فلما تهاونوا بدينهم وغفلوا عنه سلط عليهم الأعداء فاحتلوا البلاد وأذلوا العباد.... فقلدوهم في كل شيء ظنا منهم وجهلاً أن ذلك سيحل مشكلتهم... وتوجهوا إلى الشرق (الاتحاد السوفيتي في وقتها) يريدون المساعدة فوجدوهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.
فولوا وجوههم شطر الغرب النصراني فوجدوهم أشد عداوة وأخبث طوية من سابقيهم، بل هم السبب لكثير من أدواء العرب المعضلة، و لا منجى لنا من هذه الدوامة إلا بالرجوع إلى الله تعالى وإلى هذا الدين الذي أخرجنا الله تعالى به من الظلمات والجهل والفقر إلى السيادة والقيادة والعلم.....
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها، فإذا غيرنا ما بأنفسنا فإن الله سيغير ما بنا :سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً [الفتح:23]. :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7].
والله أعلم.