عنوان الفتوى : التثاؤب في الصلاة.. الأسباب والعلاج
عندما أقرأ القرآن أو أصلي أتثاءب كثيرًا جدًّا, وقد حاولت المقاومة لكني لم أستطع, فتنهال دموع كثيرة وأتثاءب, إلى أن أنتهي من قراءة القرآن, بالرغم أني أسمع القرآن كثيرًا وأقرؤه, وأصبحت لا أتحمل أي أحد حتى أقرب الأصدقاء, فمزاجي صعب, وأملُّ من كل شيء, علمًا أن عمري 19 عامًا, فأرجو الإفادة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك العافية والمعافاة مما تجدين, ولتعلمي أن التثاؤب من الشيطان، كما جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها ضحك الشيطان.
فعليك أن تكثري من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم؛ فإن الشيطان يتسلط على ابن آدم عند الغفلة عن ذكر الله تعالى, أو ارتكابه للمعاصي، وعلى المسلم أن يحذر منه, ويستعيذ بالله من شره, وخاصة عند الصلاة أو تلاوة القرآن, فإن الشيطان يحاول شغل العبد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة, وجلب النكد له بكل وسيلة؛ فإذا وجدت ذلك فاستعيذي بالله تعالى؛ فقد روى مسلم في صحيحه: أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها عليّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني", وراجعي الفتوى رقم: 31010, وقد ذكر أهل العلم بعض أسباب التثاؤب وعلاجها انظرها في الفتويين: 42991، 45956, ولا بأس في أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي, أو على أحد الرقاة الشرعيين.
والله أعلم.