عنوان الفتوى : القلب السليم...حقيقته، والطريقة المثلى لاغتنامه
كانت لدي مشكلة نفسانية شديدة فطلبت الحل من أحد الأشخاص وقيل لي أنه ينقصني قلب سليم فكيف يمكن أن أكتسب قلباً سليماً؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقلب السليم الذي ينجو صاحبه من عذاب الله، كما قال تعالى:يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89].
هو القلب الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله.
والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر، فسلم من كل آفة تبعده عن الله، ولا يتم له سلامته مطلقاً حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد.
فهذا القلب السليم صاحبه في جنة معجلة في الدنيا، وفي جنة في البرزخ، وفي جنة يوم الميعاد. أفاد ذلك ابن القيم -رحمه الله-
وطريق تحصيل هذا القلب هي:
أولاً: الاستعانة بالله تعالى ودعائه والتضرع إليه أن يرزقك قلباً سليماً.
ثانياً: دوام مجاهدة النفس، فإنها صعبة المراس كثيرة التمرد، قال الله تعالى:وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
ثالثاً: محاسبة النفس على الدوام والنظر في الأعمال هل تصلح للقدوم على الله بها؟:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الحشر:18].
رابعاً: الجدية في الالتزام وأخذ أوامر الشرع بالعزيمة:خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ [البقرة:63].
خامساً: مصاحبة الأخيار الجادين والصالحين المشمرين.
سادساً: تذكر الموت والحساب والجزاء، يقول سعيد بن جبير : لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد عليَّ قلبي.
والله أعلم.