عنوان الفتوى : أسباب كثرة الروايات عن الإمام أحمد، وبأيها يُعْمل
ما معنى ( في إحدى الروايتين عن أحمد) ولماذا هناك عنه روايتان وأيهما يعمل به ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالرواية هي نص الإمام المنقول عنه قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الروايات المطلقة هي نصوص الإمام أحمد .
ولكثرة الروايات عن الإمام أحمد في المسألة الواحدة أسباب أهمها سببان:
أولهما: اختلاف رأي الإمام واجتهاده.
والثاني: اختلاف النقلة لمذهبه. بمعنى أن كل واحد يفهم عن الإمام شيئاَ غير ما يفهمه الآخر، ولذلك نجد بعضهم يقول: فلان فهمه -أي نص أحمد- على غير وجهه، وتارة يفتي الإمام أحمد في واقعة معينة لملابسات معينة بغير ما أفتى به في واقعة مشابهة فيظن بعضهم التعارض فيجعلها روايتان وهما ليستا كذلك في الحقيقة.
وأما قولك: وأيهما يعمل به؟ فنقول: يعمل بالرواية المعتمدة إن علمت وذلك يختلف باختلاف الناظر في الروايات، فإن كان الناظر فيها مجتهداً في المذهب -أي مجتهد وجوه- فله أن يجمع بين الروايات وينظر فيها ويعتمد منها ما تبين له، وإن كان غير مجتهد فيرجع في معرفة ذلك إلى الكتب المعتمدة في المذهب، كدليل الطالب وغاية المنتهى لمرعي الكرمي والإنصاف للمرداوي والمقنع لابن قدامة.
والله أعلم.