عنوان الفتوى : حكم الرقية في الماء وشربه
تأخرت في الزواج لعدم توفيقي في اختيار شريكة حياتي حتى الآن، وقد خطبت قبل ذلك ثلاث مرات، إلا أنه لم يتم؛ لعدم التوفيق، فقال لي أحد أقاربي بأنه استشار أحد معارفة من الذين يفكون أعمال السحر والعياذ بالله، إنه رجل متدين ويصلي ويحافظ على الدين، وكتب له ورقة وقال إنها مكتوب بها قرآن وأدعية، فأقوم بالاغتسال بها في مكان طاهر، بأن أضعها في الماء وأجعل جزءاً منه أشرب منه، فإن استفرغت فإنه عمل، وإن لم يكن هناك شيء فلا يوجد أي عمل، وأنا لا أستطيع أن أعمل هذا إلا بعد استشارة أحد الثقاة العالمين بالدين، حيث أعلم أن السحر ورد بالقرآن، وأيضَا أعلم بأنه ضعف إيمان أن يسير الإنسان وراء هذا الأمر الذي جعلني أستشيركم.وجزاكم الله خيرًا، وأرجو دعواتكم لي وللمسلمين أجمعين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن المقرر شرعاً أن القرآن والأدعية والأذكار علاج نافع للسحر. روى ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: عالجيها بكتاب الله. وصححه الألباني السلسلة الصحيحة 1931.
فالرقية في الماء وشربه أجازه بعض العلماء، قال محمد بن مفلح: قال صالح بن الإمام أحمد ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك.
وممن أفتى بالجواز الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد العثيمين وغيرهم -رحمهم الله-
والاستفراغ واحد من أنواع العلاج التي يستخلص بها المرض من الجسم، سحراً كان أو غيره، كما ذكر ذلك ابن القيم -رحمه الله- في كتاب زاد المعاد، فلا حرج أن تتعالج عند هذا الرجل ما دام معروفًا عنه التدين والمعتقد الصحيح.
والله أعلم.