عنوان الفتوى : كيف يتوب من قصر في شهر رمضان
ما حكم من ضاع منه رمضان بسبب الإهمال وعدم أداء الفريضة؟ وهل أستطيع أن أرجع ثواب هذا الشهر العظيم؟ وكيف لي التوبة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغير واضح كيفية ضياع الشهر المسؤول عنه، فإن كان هذا الشخص ترك صيام رمضان أصلا فقد أساء أيما إساءة، وارتكب كبيرة من أعظم الكبائر، وقد بينا غلظ عقوبة من أفطر يوما من رمضان لغير عذر في الفتوى رقم: 111650.
فكيف بمن يفطر جميع الشهر ـ عياذا بالله ـ والواجب على من فعل هذا الذنب أن يتوب إلى الله توبة نصوحا وأن يكثر من فعل الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وعليه أن يقضي ما أفطره من أيام، ولا تلزمه الكفارة إلا إن كان فطره بالجماع، فتلزمه الكفارة عن كل يوم جامع فيه، وانظر الفتوى رقم 111609.
وأما إن كان المقصود أنه أهمل في عبادة الله وقصر في بعض الفرائض في هذا الشهر المبارك فقد أساء بحسب ما قصر فيه وفاته من الخير بقدر ما أهمل، وسبيله إلى تدارك ما فاته أن يخلص لربه تعالى ويقبل عليه بصدق ويجتهد في طاعته ويكثر من فعل الحسنات والتقرب بالنوافل، ويقضي ما تركه من الفروض التي يلزمه قضاؤها، وعساه إن اجتهد في طاعة الله تعالى، واطلع الله منه على صدق التوجه إليه سبحانه أن يضاعف له الأجر ويمحو عنه الوزر، والله ذو الفضل العظيم، والتوبة على كل حال بابها مفتوح في وجه كل أحد لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وتكون التوبة بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، وإن كان الذنب متعلقا بحق آدمي وجب رد الحق إليه. نسأل الله أن يرزقنا جميعا توبة نصوحا.
والله أعلم.