عنوان الفتوى : هل يشترط الاستمرار مدى الحياة في صوم يوم وإفطار يوم للحصول على ثوابه
أنوي ـ بإذن الله ـ أن أصوم يوما وأفطر يوما، ولكن قد يكون هذا الصيام غير مناسب في بداية الزواج في أول شهر مثلا، فهل إذا انتهزت علو الهمة الآن وصمت يوما وأفطرت يوما، ثم عند الزواج توقفت لفترة ثم أعوض ما فاتنى لاحقا إن شاء الله أفضل؟ أم أكتفي من الآن بصيام كل إثنين وخميس ـ والذي قد يكون مناسبا في الزواج ـ ثم بعد ذلك أرتقي إلى صيام يوم وفطر يوم أخذا بحديث: أفضل الأعمال أدومها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن صيام يوم وإفطار يوم في صوم التطوع هو صيام داود، وهو أحب الصيام إلى الله تعالى، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه، فينبغي المبادرة إلى هذه العبادة في وقت الإمكان، فإذا بدا لك أن تقتصر على صيام يومي الإثنين والخميس أو توقفها جاز ذلك ولم ينقص من أجر ما فات من صيام يوم وإفطار يوم، لأنه لا يشترط لحصول ثواب هذا الصيام أن يقوم به الإنسان طيلة عمره، بل ما فعله يثاب عليه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 166447.
ثم إذا بدا لك أن تعود إلى صيام داود فذلك حسن، ولا تطالب بقضاء ما فات، مع التنبيه أنه يشترط لفضل هذا الصيام أن لا يضعف البدن حتى يعجز عما هو أفضل من القيام بحقوق الله تعالى وحقوق عباده اللازمة، فإن ضعف عن شيء من ذلك قدم الواجب على غيره، ففي المبدع شرح المقنع لابن مفلح الحنبلي بعد أن ذكر فضل صيام داود ـ عليه السلام ـ قال: ... وشرطه أن لا يضعف البدن حتى يعجز عما هو أفضل من القيام بحقوق الله تعالى وحقوق عباده اللازمة، فإن أضعف عن شيء من ذلك كان تركه أفضل. انتهى.
وانظرالفتوى رقم: 70013، للفائدة.
والله أعلم.