عنوان الفتوى : هل يجي الصيام على المريض بانفصام الشخصية
زوجتي تعاني من جزء من انفصام الشخصية والاكتئاب الحاد واضطراب في الشخصية .هذا ما قاله الطبيب النفسي المتابع للحالة وهي متغيرة باستمرار ممكن تكون طبيعية جدا وتتكلم كلاما حسنا وفجأة تتغير وتشتم كل من حولها وعندما ترجع لحالتها الطبيعية تكون معظم الوقت ناسية الذي كانت عملته وهي تعبانة وقبل رمضان تأكل وتشبع وبعدها بربع ساعة تتعب وتقول أنا جائعة وفي المرة الثانية تأكل كثيرا جدا وفي رمضان صامت أوله مع الصلاة والقرآن أربعة أيام متتالية بعدها لم تعد تصوم ولا تصلي ولا تقرأ القرآن تنوي الصيام بالليل وعند الظهر أو العصر تفطر وبعدما تفطر ترمي الطعام الفاضل نريد أن نعرف حكم الإفطار في هذه الحالة وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فنقول ابتداء: لا يمكننا الحكم على الحال المفاجئة التي تحصل لزوجتك هل هي جنون أم لا؟ وأنتم أدرى بحقيقة حالها , والجنون يعرفه الفقهاء بأنه "اختلال العقل بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على نهجه إلاّ نادراً " كما في الموسوعة الفقهية , والذي يمكننا قوله هو أن زوجتك إن كانت تجن وتفقد العقل في تلك الحالات التي ذكرتها وتخرج عن حد العقلاء فإنه لا إثم عليها في الإفطار ولا في ترك الصلاة، ولا يجب عليها الصيام ولا الصلاة في تلك الحال لغياب العقل؛ إذ العقل مناط التكليف فلا صيام ولا صلاة على مجنون ولا يصح منه شيء من ذلك، ولا يلزمها القضاء حتى في الأيام التي بدأت صيامها وهي عاقلة ثم جُنت في أثناء صيامها في المفتى به عندنا ، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 139321عن مدى وجوب الصوم على المصاب بمشكلات عقلية , وأما إن كانت حالتها لا تخرجها إلى مصاف المجانين فإنه لا يجوز لها الفطر وتطالب بقضاء تلك الأيام التي أفطرتها وقضاء الصلوات التي تركتها .
والله أعلم.