عنوان الفتوى : حكم الصوم والصلاة لمن فقد عقله ثم أفاق
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله، كنت قد أصبت بحالة مرضية، كنت شبه فاقدة لعقلي، فكنت أصلي بطريقة غريبة، ثم ادعيت أني حائض، وبالتالي لم أصل لمدة يوم كامل، كما ذكرت ذلك لي أختي. قضيت صلاة ذلك اليوم ويوم آخر كما راقبتني أمي وقالت إن صلاتي فيه لم تكن فيه على ما يرام، فهل أكتفي بهذا وأعتمد على ما لاحظوه؟ أم ماذا أفعل؟ علما بأني لا أذكر حال صلاتي في تلك الأيام، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالذي يظهر من السؤال أن السائلة فقدت العقل في تلك الأيام، حيث كانت تصلي صلاة غريبة، كما ذكرت، ولا تذكر حال صلاتها في تلك الأيام، واعتمدت على قول أمها وأختها، وهذا يدل على غياب العقل في تلك الفترة. وإذا كان الأمر كذلك، فلا يجب عليك صوم ولا صلاة في تلك الحالة باتفاق الفقهاء، إذ العقل مناط التكليف، فلا تكليف على من فقد العقل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل. رواه أحمد وغيره، واللفظ له. وهل يجب عليك القضاء؟ اختلف أهل العلم في ذلك، وأقرب الأقوال إلى الصواب -والله أعلم- قول الحنابلة، أنه لا قضاء عليك إلا إذا أفقت في وقت الصلاة، فإنها تلزمك وما يجمع إليها قبلها، فلو أفقت في وقت العصر أو العشاء، لزمك قضاء الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء. والله أعلم.