عنوان الفتوى : بناء مسجد بقرب آخر
يرجى إفتاؤنا في مسألة بناء مسجد جديد بقرب المسجد العتيق في نفس القرية, فقريتنا صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها الألف نسمة, ويوجد بها مسجد تمت توسعته مؤخرا تتجاوز مساحته خمسمائة متر مربع, ويتسع لكل المصلين في جميع الأوقات بما في ذلك الجمعة, علما بأن متوسط عدد المصلين في الأوقات الخمسة في صلاة الجماعة لا يتجاوز ثلاثة بالمائة أي تقريبا ثلاثين مصليا في أحسن الأحوال, ويزدحم بالمصلين في شهر رمضان, وهذا المسجد يقع في مكان مرتفع بعض الشيء على أغلبية سكان القرية, ويوجد طريقان ممهدان يوصلان إلى المسجد بالسيارة، ومزود بموقف يتسع لعشرات السيارات, وأيضا يمكن الوصول إليه مشيا على الأقدام من خلال هذين الطريقين الممهدين، وطريق ثالث توجد به صعوبة إلى حد ما على المترجل والطريق إليه آمن جدا, وهناك مشقة على كبار السن في الوصول إلى هذا المسجد لأنه يتطلب بذل جهد أكبر بسبب ارتفاع المكان, فشرع بعض أهل القرية في بناء مسجد آخر للأوقات لا يبعد عن المسجد العتيق من الطريق المعبد للسيارات أكثر من أربعمائة وخمسين مترا , وعن طريق آخر يمكن الترجل فيه لا تتعدى المسافة بينهما ثلاثمائة وخمسين مترا تقريبا، مع العلم بأن مرحلة البناء لم تتجاوز الأساسات والعمل فيه متوقف الآن. فهل يجوز بناء مسجد آخر، مع العلم بأننا نعلم يقينا بأن هذا المسجد سيسبب ضررا بتفريق وتشتيت المصلين الذين يحافظون على صلاة الجماعة من أهل القرية الواحدة, ويمكن أن يتحول إلى مسجد جمعة مستقبلا, وأيضا سيتسبب في هجر المسجد العتيق وتقليل عدد المصلين فيه. أفتونا مأجورين .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن المساجد تبنى بقدر حاجة الناس إليها، وأما مع عدم الحاجة فلا يجوز بناء مسجد بقرب آخر لما في ذلك من تفريق المسلمين، وراجع الفتوى رقم: 100066 ورقم: 160749. وعليه فإن وجدت حاجة لبناء هذا المسجد كأن كان الوصول إلى المسجد الآخر يشق على كبار السن فلا حرج في إكمال بنائه، وإن كانت الحاجة إلى بنائه منتفية لم يجز إكمال بنائه.
والله أعلم.