عنوان الفتوى : مسألة إفطار المسافر المريض بالسكري
أنا طالب دكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية وعمري 39 سنة، وأسافر كل يوم سبت بالسيارة لمسافة 3 إلى 4 ساعات وأبدأ الرحلة من بيتي الساعة 5 صباحاً وأصل بيتي الساعة 8 أو 9 مساءً، وأذهب يوم السبت إلى مركز خاص بالجامعة وأقوم بعمل امتحان تحريري وتجارب معملية وحلقات نقاش لمدة 8 ساعات ـ إجمالي كل ما أقوم بعمله ـ ولدي بوادر مرض السكري منذ 4 سنوات مضت وأعيش على مراقبة ما أتغدى عليه وتحديد الكميات والنوعيات بشدة وبدون أخد أدوية، ويحصل لي أحياناً هبوط في السكري نتيجة المجهود الزائد في الجامعة خلال أيام الإفطار وأخشى حصول ذلك خلال أيام سفري إلى الجامعة وأنا صائم، وسؤالي هو: بناء على ما سبق لي ذكره فهل تنطبق علي رخصة إفطار هذه الأيام في رمضان وتعويضها بعد رمضان؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالكثير مما ذكرته لا يعتبر عذرا يبيح لك الفطر ابتداء، ومسألة السفر فيها تفصيل، فإذا كنت تقطع مسافة تصل إلى ثلاثة وثمانين كيلو مترا وكنت تشرع في السفر قبل طلوع الفجر فلا إشكال، وإذا كنت تشرع في السفر بعد طلوع الفجر لم يجز لك الفطر إلا بعد أن تفارق عامر مدينتك أو قريتك, وانظر الفتوى رقم: 113759، عن حكم من أفطر في بيته بعد عزمه على السفر.
ولا حرج عليك في الفطر أثناء السفر حتى وإن كنت صائما في الأصل، وانظر الفتوى رقم: 128994.
وأما كونك طالبا والدوام الطويل فهذا ليس عذرا في الفطر ابتداء, وكذا بوادر السكري ليست عذرا في الفطر ابتداء؛ إلا إذا أخبرك طبيب ثقة بأن الصيام يضر بك فإنه يجوز لك الفطر لأجل المرض, وإذا حصل لك هبوط خشيت منه الضرر جاز لك الفطر حينئذ, وقد سبق لنا أن بينا في الفتوى رقم: 9854، أن مرضى السكر ينقسمون إلى ثلاث فئات، وأن الفئة الأولى مرضى تسمح حالتهم بالسيطرة على المرض عن طريق تنظيم الوجبات الغذائية مع ممارسة الرياضة البدنية، فهؤلاء عليهم أن يصوموا، ولا خوف عليهم من ذلك، لأن مرضهم من النوع الخفيف الذي لا يؤثر عليه الصيام, ونظن أن حالتك من الفئة الأولى بناء على ما ذكرته.
والله أعلم.