عنوان الفتوى : مدى علاقة أبراج الحظ باستراق الشياطين للسمع
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع القيم وبارك الله فيكم، سؤالي هو: هل الشياطين تسترق السمع؟ وهل له علاقة بما يحدث في الأبراج لأنها أحياناً تصدف ويكون ما يقولونه حقيقة؟ فمثلا في ذاك اليوم سيحدث كذا وكذا وفعلا يحدث، والآن بعد ما تبين لي حكمها تركتها والحمدلله فقد كنت جاهلاً أثناء قراءتي لها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشياطين تسترق السمع كما يدل له الحديث الذي رواه البخاري ـ رحمه الله ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان أي راوي الحديث بكفه فحرفها وبدّد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربّما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء.
وقال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير قوله تعالى: إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب: أي إلا من اختطف من الشياطين الخطفة وهي الكلمة يسمعها من السماء فيلقيها إلى الذي تحته ويلقيها الآخر إلى الذي تحته فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها بقدر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكاهن. اهـ.
وما يذكر في شأن الأبراج قد يكون من ذلك، وقد يكون من تخمين الناس وظنونهم، وقد ورد في السنة تحريم تصديق الكهان أو إتيانهم، روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
وفي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
قال البغوي في شرح السنة: المنهي عنه من علوم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع، وربما تقع في مستقبل الزمان... وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ {لقمان: 34}. ... اهـ.
وجاء في كلام اللجنة العلمية للإفتاء في السعودية: أبراج الحظ يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل الأمور. انتهى.
والله أعلم.