عنوان الفتوى : المذاهب المقتفية للكتاب والسنة لا حرج في اتباع أي منها
أنا من فلسطين فأي مذهب أتبع وأريد أن أعرف كيف تم تقسيم المذاهب على المناطق ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على العبد في هذه الحياة اتباع ما أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله عز وجل:اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [الأعراف:3].
وخير من فهم هذا المنزل وعمل به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام رضوان الله عليهم، فقد زكاهم الله وشهد لهم بالإيمان وأخبر برضوانه عليهم وأكثر من الثناء عليهم في كتابه، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم خير الناس ثم القرن الذي يليهم ثم القرن الذي يليهم، فقال عليه الصلاة والسلام: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
ولما أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن افتراق هذه الأمة أخبرنا بأن النجاة من عذاب الله في اتباع ما كان عليه هو والصحابة، فقال صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلاَّ ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فالعصمة لمنهج الصحابة وما ساروا عليه، ثم تبعهم على ذلك أئمة الهدى كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وأمثالهم من أئمة الدين الذين شهدت لهم الأمة بالعلم والاستقامة، فالسداد والاستقامة في اتباع هؤلاء القوم فنعم السلف كانوا والله، ويجب الحذر من المناهج المبتدعة والفرق الضالة التي لم يعرفها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأمر كما قال القائل:
وكل خير في اتباع من سلف === وكل شر في ابتداع من خلف
ومن أراد النجاة فعليه بالتمسك بالسنة وتكثير سواد أهلها، هذا إذا كان السؤال عن المذاهب العقدية وما أكثرها. وأما إن كان مقصود السائل السؤال عن المذاهب الفقهية فنقول: المذاهب الفقهية المعتبرة أربعة وهي: مذهب أبي حنيفة ومذهب مالك ومذهب الشافعي ومذهب أحمد -رحمهم الله جميعاً-.
ومن أراد أن يتفقه فليتفقه على أحد هذه المذاهب بحسب توفر العلماء في بلده، وأما السؤال والاستفتاء فالواجب على الجاهل أن يسأل من عرف بين الناس بالعلم والدين فإن ذلك كافيه إن شاء الله.
والله أعلم.