عنوان الفتوى : ما لا يستجاب من دعاء الأنبياء
هل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يرد ولا يستجاب أحيانا، كما جاء مثلا في قوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفرلهم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب على سبيل العموم والإجمال، وقد لا يستجاب له في مسألة بعينها، فقد روى مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.
قال الحافظ في الفتح: وأما الدعوات الخاصة ـ يعني بالأنبياء ـ فمنها ما يستجاب ومنها ما لا يستجاب.
وجاء في تفسير السراج المنير للشربيني: وإجابة دعاء الأنبياء غالبة لا لازمة، فقد يتخلف لقضاء اللّه تعالى بخلافه كما في دعاء إبراهيم عليه السلام في حق أبيه، وكما في دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها.
ولكن الإجابة ليست محصورة في نفس مطلب الداعي، بل تكون بأحد ثلاثة أمور، كما ورد في الحديث الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. رواه أحمد وغيره، وقال الأناؤوط: إسناده جيد.
والله أعلم.