عنوان الفتوى : هل تأثم الزوجة الثانية إذا ساءت أحوال الزوجة الأولى بسببها
زوجي يكلم فتاة ويحبها، وقد أثروا بعلاقتهم هذه على نفسيتي وأصبحت كثيرة الهم والبكاء والصراخ، وأصبحت عندي مشكلة في القلب، وقال إنه سيتزوجها ولكن مضت سنتان، وهو دائما إذا سمعني أدعو عليها يقول إنها أفضل مني عند الله، وأنها تحفظ القرآن ولن يأكل جسمها الدود الذي سيأكلني، فهل لأنها حافظة للقرآن ستنجو من عقوبة تدميرها لشخصيتي ونفسيتي وصحتي وبيتي الذي أصبح كله مشاكل وهموما؟ أرجو أن تدعوا لي بالراحة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت تلك المرأة تقيم علاقة مع زوجك ـ مع أنه لم يعقد عليها ـ فهي آثمة بذلك ومتهاونة في حدود الشرع ولا يستقيم ذلك مع امرأة تحفظ كتاب الله، وإذا كانت تظلمك بالسعي للإفساد بينك وبين زوجك فلا يعفيها من هذا الظلم حفظها للقرآن أو غيره من الأعمال الصالحة، وانظري الفتوى رقم: 3944.
أما إذا لم تكن تسعى للإفساد بينك وبين زوجك فليس في سعيها المشروع للزواج من زوجك ظلم لك، وليست مسئولة عن تدهور حالتك، وليس لك حق في الدعاء عليها.
والذي ننصحك به أن تهوني عليك الأمر وترفقي بنفسك، وتنصحي زوجك بأن يتقي الله ويقف عند حدوده ويقطع علاقته بتلك المرأة، وإذا كان راغبا في زواجها فليس لك الاعتراض عليه إلا إذا كنت قد اشترطت عليه في العقد ألا يتزوج عليك فلك شرطك، وانظري الفتوى رقم: 32542.
نسأل الله أن يصلح بالك، ويهيئ لك الخير، ويصرف عنك السوء.
والله أعلم.