عنوان الفتوى : حكم الخطأ في قراءة الصلاة، وهل يلزم منها شيء
هناك بعض السور القصيرة التي لم أكن أحفظها سابقا أحاول الآن حفظها وقراءتها في الصلاة ولكن لكوني حديثة الحفظ لها فإنني في بعض الأحيان أنسى بعض الآيات بها أو أتلكأ أثناء قراءتها فهل علي إثم في حال قراءتها بهذه الطريقة علما بأنني في بعض الأحيان عندما أنسى منها آية أو أخطئ في قراءتها أسجد سجدتي سهو فما حكم ذلك؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي للمسلم والمسلمة تعلم كتاب الله تعالى وحفظه لما يترتب على ذلك من الخير العظيم. وقد أخرج البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف). وقد أوجب العلماء تعلم الفاتحة وحفظها وذلك لتوقف صحة الصلاة عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرج البخاري : (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب).
وأما ما زاد على الفاتحة من القراءة فليس بواجب التعلم عند جمهور العلماء، ودليلهم ما رواه مسلم عن أبي هريرة قال: "في كل صلاة قراءة، فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى منا أخفينا منكم، فمن قرأ بأم القرآن فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل" وفي البخاري "وإن زدت فهو خير". وذهب بعض العلماء إلى أنه لا بد من زيادة على الفاتحة، وممن قال بهذا ابن عباس وابن عمر وابن مسعود قالوا: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها من القرآن.
وعلى كل، فمن الأحوط أن يحفظ الإنسان ما تيسر من القرآن زيادة على الفاتحة، لحديث عبادة بن الصامت الذي أخرجه مسلم : لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن -زاد في رواية- فصاعدا. وبخصوص الأخطاء التي تقع أحياناً في القراءة فلا إثم فيها إن كانت غير مقصودة،إذ الأخطاء أمر يصعب التحرز منه ولا سيما في بداية الحفظ. أما السجود من أجل الأخطاء تلك في غير الفاتحة فإنه لا يشرع.
والله أعلم.