عنوان الفتوى : الاحتيال على شروط استحقاق المعونات والضرائب المفروضة بحق
أنا طالب مبتعث في كندا، وهنا تقدم الحكومة الكندية معونات مالية لكل طفل كندي أو مقيم بكندا، وتقدير مبلغ هذه المعونة يعتمد على دخل الأسرة الشهري، يقوم كثير من الطلاب السعوديين بطلب هذه المعونة ونكتب في الدخل السنوي مبلغ صفر على أساس أننا لا نأخذ أي راتب من كندا ونحصل على كامل المعونة والتي هي من مصلحة الضرائب. تبين لي لاحقا أنه وإن كان وضعي طالب يجب أن أخبرهم بجميع دخلي الشهري سواء من الملحقية السعودية أو من مرجعي بالسعودية، وبناء على ذلك يتم أخذ ضرائب مني على أساس ذلك المبلغ، والنقطة السلبية الأخرى أن مبلغ المعونة سوف يقل والمحصلة لو أخبرتهم بالحقيقة أنني سوف أدفع ضرائب أكثر.أمر آخر تبين لي أني كنت معفى من دفع ضرائب لهم بشرط أن لا آخذ أي معونات منهم ومنها معونة الأطفال، أما الآن وقد أخذت ذلك المبلغ فهذه الحصانة لا أتمتع بها الآن، وقد فكرت أن أكلمهم وأطلب منهم الرجوع للحصانة من دفع الضرائب وإرجاع كامل مبلغ المعونات خلال الست سنوات التي مضت، لكن خفت من أمور حيث أخاف أن يلحق بي الضرر ماليا وقانونيا. ماليا بأن لا تتم الموافقة للرجوع للحصانة ويترتب على ذلك دفع ضرائب على دخلي للست سنوات وهو مبلغ كبير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز التحايل على شروط تلك المعونات بكتمان الدخل إذا كانت الجهة المانحة تشترط إعلامها بأي دخل للطفل أو أسرته، وعلى المسلمين المقيمين في ديار الغرب أن يكونوا مثالاً وقدوة حسنة في الوفاء بالعهد والالتزام بالشرط الذي لا يخالف الشرع. لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود.
وعليه، فلا يحل الاحتيال على شروط استحقاق تلك المعونات أو الضرائب المفروضة بحق كالتي تؤخذ مقابل الخدمات التي تقدمها الدولة.
وحيث إنك قد أخذت المعونة سابقا دون توفر الشروط أو يغلب على ظنك أنك لا تستحقها فعليك مراجعة الجهات المسؤولة للاستفسار منها حول ما ذكرت، فإن أخبروك بأنك لا تستحقها فيلزمك أن ترد إليهم المعونات التي أخذتها سابقا حسب استطاعتك ما لم يبرئوك منها . ولتسلك في ذلك سبلا لا تلحق بك ضررا .
والله أعلم.