عنوان الفتوى : حكم وضع اقتباسات من القرآن بجانب صور الطغاة
ما حكم من يصور شخصا ما ويكتب أمام الصورة: (ألم نهلك الأولين)، وشخصا آخر وأمامه: (ثم نتبعهم الآخرين)، وشخصا آخر وأمامه: (كذلك نفعل بالمجرمين) وشخصا رابعا وأمامه: (ويل يومئذ للمكذبين)؟. وهو يقصد بذلك أشخاصا بأعيانهم من الظلمة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أما الصور من حيث هي فقد سبق لنا بيان حكمها في الفتوى رقم: 680.
وأما كتابة هذه التعليقات المأخوذة من كلام الله تعالى بجانب هذه الصور، فحكم ذلك فرع عن صدقه على الواقع والغرض من ورائه، وهو بذلك شبيه بحكم الاقتباس من القرآن وتضمينه في الشعر أو النثر، وحاصل حكم الاقتباس أنه إن كان في غرض محمود فهو حسن وإلا فهو مكروه أو حرام، كما سبق بيانه في الفتويين الاليتين: 173255، 18962.
وقوله تعالى: أَلَمْ نُهْلِكِ الأوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ـ قال السعدي: أي: أما أهلكنا المكذبين السابقين، ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين، وهذه سنته السابقة واللاحقة في كل مجرم لا بد من عذابه، فلم لا تعتبرون بما ترون وتسمعون. اهـ.
فإن وضعت هذه الآيات على ما يصدقها من الواقع فلا بأس بذلك، وإلا فلا. والألى اجتناب التعيين على كل حال. والله أعلم.