عنوان الفتوى : حرمة التدخين ووجوب الإقلاع عنه لا سيما إن كان المدخن إماما وخطيبا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سؤالي: عينت إماما وخطيب جامع ولكنني أشرب الدخان، وقد حاولت أن أترك الدخان لكن الآن لم أستطع ولا يوجد من يقوم بالجامع على الوجه المطلوب غيري حيث إنني جاره. فما الحكم علما أنني أجاهد نفسي لترك الدخان وأرجو من الله أن يعينني وأطلب دعوتكم. جزاكم الله كل خير ما الحكم في ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان حكم شرب الدخان في الفتوى رقم :1671، و التدخين يتأذى به المدخن نفسه ويتأذى به غيره، ويزداد الأمر بشاعة إذا كان المدخن إماما يصلي بالناس ، ويخطب بهم ، فإن المصلين يتأذون بتلك الرائحة، وكذلك الملائكة فإنهم يتأذون مما يتأذى منه بنو آدم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل ثوما أو بصلا أن يصلي في المسجد حتى لا يؤذي جماعة المسجد، فكيف إذا كان صاحب الرائحة هو الخطيب إمام المسجد، وأذية الدخان لا تقل عن أذية البصل والثوم ، لذلك نقول للأخ السائل: حيث إن الجهة المعنية بتعيين الأئمة أحسنت بك الظن وعينتك في هذا المنصب ، فعليك أن تتقي الله تعالى في نفسك، وفي جماعة المسجد، وتتوقف عن التدخين، وليس لك عذر في قولك حاولت أن أترك الدخان ولم أستطع ، فلتستعن بالله تعالى على تركه بالإقلاع والعزم وإخلاص النية وصدق الرغبة، فإن من صدق مع الله أعانه ، ثم إن الإصرارعلى التدخين مع العلم بحرمته يخرج عن العدالة التي ينبغي أن يكون الإمام متصفا بها، ويكون بذلك الإصرار من جملة الفساق. والفاسق تكره الصلاة خلفه. كما سبق بيانه في الفتوى رقم :140462.

 وفيما يتعلق بصحة الصلاة خلف المدخن فالراجح أن الصلاة خلفه صحيحة، لأن الأصل أن من صحت صلاته لنفسه صحت لغيره، ومع هذا فإن الصلاة مع غيره ممن هو أحسن حالا أولى إن وجد، لكراهة الصلاة خلف الفاسق عموما كما سبق بيانه في الفتوى رقم :108933.
 وللفائدة فيما يعين على الإقلاع عن عادة التدخين انظر الفتوى رقم :20739.

والله أعلم.