عنوان الفتوى : الكذب ليس من المفطرات
يا شيخ: صمت وعندما سألني أهلي هل أنت صائمة؟ أجبت بلا، خوفا وحرجا وكنت مستيقظة من النوم، فهل بطل صومي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قد رفضت نية الصوم ونويت الفطر بإخبارك أنك لست صائمة، فإن من نوى الفطر أفطر، كما بيناه في الفتوى رقم: 117282.
وإن لم تكوني نويت الفطر، وإنما أخبرت كذبا أنك مفطرة، فإنك لا تفطرين بذلك، إذ ليس من المفطرات الكذب في قول جمهور أهل العلم، خلافا للإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ جاء في الحاوي للماوردي الشافعي: فَلَوْ خَالَفَ هَذَا فَكَذَبَ أَوِ اغْتَابَ أَوْ نَمَّ أَوْ شَتَمَ كَانَ آثِمًا مُسِيئًا وَهُوَ عَلَى صَوْمِهِ، وَبِهِ قَالَ جَمِيعُ الْفُقَهَاءِ إِلَّا الْأَوْزَاعِيَّ، فَإِنَّهُ قَالَ: قَدْ أَفْطَرَ وَلَزِمَهُ الْقَضَاءُ. اهــ.
ويجب أن تجتنبي الكذب لا سيما وأنت صائمة، وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. رواه البخاري.
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: الْمُرَادُ بِقَوْلِ الزُّورِ الْكَذِبُ. اِنْتَهَى.
والله أعلم.