عنوان الفتوى : هل في التداوي منافاة للتوكل
السلام عليكمأنا متزوج منذ سنتين ولم أرزق بعد بأطفال وأنا أؤمن بأن ذلك ابتلاء من الله تعالى والحمد لله على كل حال سؤالي هو: هل يمكن أن نقوم بفحوصات طبية مثلاً فحص المني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحمد لله الذي وهبك الرضا بقضائه وقدره، وألهمك حمده على كل حال، ونسأله سبحانه وتعالى أن يمنَّ عليك بالولد الصالح إنه على كل شيء قدير، ولا بأس أن تأخذ بالأسباب وتذهب إلى الأطباء لإجراء فحوصات وأخذ دواء ونحو ذلك، لأن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل، ومن أعظم الأسباب دعاء الله تبارك وتعالى، فزكريا عليه السلام كان شيخاً كبيراً، وكانت زوجته عاقراً، فدعا الله فوهبه يحيى عليه السلام، قال الله تعالى: (كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) [مريم:1-9].
فسبحان من يقول للشيء كن فيكون، فأحسن رجاءك في الله فلن يخيبك، وعدم الإنجاب بعد الزواج بفترة كسنة أو سنتين ونحو ذلك يقع لكثيرين، فلا ينبغي لك أن تنزعج لذلك.
والله أعلم.