عنوان الفتوى : هل يعتبر العقم عيبا يفسخ به النكاح
أنا تزوجت من شاب من خمس سنوات، واكتشفنا أنا وهو بعد الزواج بسنة أنه عقيم، ورضيت بأن أبقى معه طول العمر لأن أخلاقة كانت طيبة، ولكن بدأت أخلاقه وتصرفاته وأسلوبه معي من سيئ إلى أسوأ، ولا يهتم بي لا بالكلام أو التنزه أو الفراش، ولم أعد أتحمل تصرفاته. أذهب من السبت إلى الأربعاء إلى دوامي، أسكن في منطقة برية وأرجع وكأني كنت معه بالأمس يطلب مني أن أرتب البيت وأطبخ فقط، ونفسي أن أصبح أما، مع العلم أني طلبت منه أن نكفل يتيما عندنا في البيت ورفض، وأنا لم أستطيع التحمل. أنا أعيش معه وبدون أطفال لكن خائفة أن لا أتزوج بعد الطلاق، وخائفة على نفسيته لأنه أشبه باليتيم مع وجود الأم والأب المطلقين، وكل واحدا منهما له حياته الخاصة، وزوجي كأنه طفل في أسلوبه كلامه وحياته وكأنه أشبه بالمسكين ولا أحد يريده من أقاربه وأهله وليس له زملاء. فما الحل فأنا أعيش بحيرة، تزوجته وعمري 22 سنة والآن أصبح عمري 28,30 سنة، وعند ما أرى عمتي التي لم تنجب أطفالا وأرى وضعها أخاف أن أصبح مثلها ليس لي أحد في الحياة غير الله. أرشدوني هل أطلب الطلاق أم الفسخ أم أتحمل وما الجزاء في الآخرة (مهم)) ؟ مع العلم أني معلمة وأسكن بعيدا عن أهلي ولكي أنقل لا بد من طلاق بائن لا رجعة فيه أو فسخ نكاح.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك عقيما فلا حرج عليك في طلب الطلاق أو الخلع منه، وانظري الفتوى رقم : 106350
وإذا صبرت على ذلك وعاشرت زوجك بالمعروف فلك –بإذن الله- الأجر العظيم، فإن عاقبة الصبر والتقوى الفلاح في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : ... إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف: 90} وأما عن حقك في فسخ النكاح بسبب عقم الزوج فجمهورالعلماء علي أن العقم ليس من العيوب التي يفسخ بها النكاح، يضاف إلى ذلك رضاك بعقمه بعد أن علمته حسبما ذكرت، وذهب بعضهم إلى كون العقم عيبا يفسخ به النكاح، وهو قول ابن القيم وصوبه الشيخ ابن عثيمين.
قال في الشرح الممتع: والصواب أن العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح، ولا شك أن من أهم مقاصد النكاح المتعة والخدمة والإنجاب، فإذا وجد ما يمنعها فهو عيب، وعلى هذا فلو وجدت الزوج عقيماً، أو وجدها هي عقيمة فهو عيب.
وعلى أية حال فإن الفسخ يكون عن طريق المحكمة، وإذا عرضت المسألة عليها فإنها تقضي بما يترجح عندها، وحكمها يرفع الخلاف في المسألة .
وننبه إلى أنه ليس من حقك ضم يتيم في بيت زوجك دون إذنه، وننصحك قبل اتخاذ قرار بطلب الطلاق أو غيره، بمشاورة العقلاء من الأهل واستخارة الله عز وجل ثم التوكل على الله وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب .
والله أعلم.