عنوان الفتوى : حكم رؤية المخطوبة أكثر من مرة والجلوس معها
تقدمت لخطبة إحدى النساء ، إلا أنها أثناء الرؤية كانت خجولة جداً ، لدرجة أني لم أر شكلها من شدة الكسوف والخجل . والسؤال 1. هل لي أن أستأذن أهل العروسة أن أرى العروسة ، وأجلس للكلام معها قبل تمام الاتفاق والخطبة . 2. هل يجوز صلاة الاستخارة لأكثر من عروس ، بمعنى أني رأيت فتاتين للزواج ، وأنا مستريح لكليهما ، ولكني أحتاج للاستخارة لاختيار الأفضل لي منهما . 3. كيفية اختيار الزوجة ، من ناحية الجمال، والنسب ، والدين . وشكرا
الحمد لله
أولاً :
يجوز للخاطب أن ينظر للمخطوبة ، ويجلس معها ، ويحادثها ، ولو تكرر ذلك أكثر من مرة
، ما دام متردداً ويهدف للوصول إلى قناعة تامة ، وقَبول كلٍّ منهما بالآخر ، شريطة
أن يكون ذلك دون خلوة ، وفي حدود الكلام المباح والمعتاد .
فإذا جزم بالخطبة أو عدمها ، رجع الحكم إلى الأصل وهو تحريم النظر إليها ، لأن سبب
الإباحة قد زال .
ويدل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام : ( إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ ،
فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا ،
فَلْيَفْعَلْ). رواه أبو داود (2082) وحسنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/181)
.
قال الشيخ ابن عثيمين : " يجوز أن يكرر النظر إليها ... فإذا كان في أول مرة ما وجد
ما يدعوه إلى نكاحها ، فلينظر مرة ثانية ، وثالثة ". انتهى ، " الشرح الممتع "
(12/21).
وقال الشيخ ابن باز : " يجوز للرجل إذا أراد خطبة المرأة أن يتحدث معها ، وأن ينظر
إليها من دون خلوة ... ، فإذا كان الكلام معها فيما يتعلق بالزواج والمسكن وسيرتها
، حتى تعلم هل تعرف كذا ، فلا بأس بذلك إذا كان يريد خطبتها " انتهى . "مجموع
الفتاوى" (20/429)
وفي "الموسوعة الفقهية" (22/17) : " يَجُوزُ تَكْرَارُ النَّظَرِ إِنِ احْتَاجَ
إِلَيْهِ لِيَتَبَيَّنَ هيئتها ، فَلاَ يَنْدَمُ بَعْدَ النِّكَاحِ ، إِذْ لاَ
يَحْصُل الْغَرَضُ غَالِبًا بِأَوَّل نَظْرَةٍ ".
وينظر جواب السؤال (13791) .
ثانياً :
الأصل في صلاة الاستخارة أنها تكون في أمر واحد يفعله الإنسان أو يتركه.
ولذلك فعليك أن تعزم أمرك على اختيار إحداهما ، ثم تصلي صلاة الاستخارة بناء على
هذا الاختيار ، وتمضي في الأمر ، فإن لم يتيسر تصلي صلاة أخرى للفتاة الثانية ،
وهكذا .
وإن صليت لكل فتاة صلاة مستقلة ، فلا حرج . وينظر جواب السؤال (130169)
ثالثاً :
قد بينت السنة النبوية صفات المرأة التي ينبغي للرجل أن يحرص عليها ، ويتلخص ذلك في
أن تكون : بكراً ، ذات دين ، وحسب ، وجمال ، ومال ؛ لقوِل النبي صلى الله عليه وسلم
: ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ،
وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )
رواه البخاري (4802) ومسلم (1466).
فإذا اجتمع في المرأة جميع هذه الخصال
، فهو خير وكمال ، وإلا فيقدم الأهم والأولى ، وأهم ذلك أن تكون ذات دين وصلاح ،
كما قال صلى الله عليه وسلم : (الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا :
الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ) رواه مسلم (1467).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ ؟.
قَالَ : ( الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ ، وَلَا
تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ ) رواه النسائي (7373) .
وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1838)
وينظر جواب السؤال (72255) ، (125907)
، (96584).
والله أعلم .