عنوان الفتوى : التوبة من اللواط
ما حكم من وقع في عمل قوم لوط ؟ هل يعترف بذنبه؟ أو يستر نفسه ويتوتب فيما بينه ونين ربه؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا، وبعد..
فإن الله تعالى غفور رحيم، يا أخي الكريم كما تعلم وذكرت، فإذا تبت إلى الله تعالى توبة صادقة نصوحا ، والله أعلم بنيتك، فندمت على ما اقترفت واستغفرت ربك، وطلبت منه الصفح والعفو والغفران، وعزمت عزما أكيدا على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى، وعلم الله صدق نيتك، فإن كنت كذلك فاعلم علم اليقين أن الله تعالى يقبل توبة التائبين، ويفرح بتوبتهم ويحبهم، ويكافؤهم بالغفران، ويمن عليهم بتبديل سيئاتهم حسنات إذا استقاموا.
هل تعجب من ذلك أخي الكريم؟ ألم تستمع، أو تقرأ قول الله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما* ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ). وقول الله سبحانه : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وغير ذلك، والأحاديث في هذا كثيرة.
وأما الحد فلا يجب في اللواط، وإن قال البعض بوجوبه كما في الزنا؛ لاعتباره من الزنا ؛ فإن العلماء كلهم أجمعوا على أن الستر مطلوب ، وأن من لم يصل أمره إلى الحاكم فعليه أن يستر نفسه، بل الأولى لمن رآه يزني أن يستره ولا يشهد عليه.
فاستر نفسك وأحسن الظن بربك، والتوبة الصادقة كافية لمحو الذنوب وتطهير التائب برحمة الله تعالى.
فأنت أيها التائب لم تعد من الخبيثين، ولا يجب أن تنسى الذنب، فربما دفعك تذكره إلى دوام الخضوع والتذلل لله، وطلب العفو منه جل في علاه، والتذلل له هو عين العز، فتذكر ذنبك دائما ولكن لا تقنط من رحمة الله، فإنه لا يقنط من رحمة ربه إلا القوم الضالون، ولا تيأس من روح الله ، فإنه لاييأس من روح الله إلا الكافرون.
وأخيرا فإني أحبك في الله، وما لي لا أحبك والله تعالى قد أحبك ، نعم .. ألم تعلم أن الله يحب التوابين؟! ثبتك الله على الطهارة والاستقامة.
والله أعلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.