عنوان الفتوى : أقوال أهل العلم في فتح المصحف للفأل
كلفنا حما ابني بشراء شقة له ليتزوج فيها لأننا كنا مسافرين في الخارج، وعند ما بحث له عن الشقة كان أمامه شقتان فرآه ابني يحضر المصحف وبجواره الهاتف، فأخذ يفتح المصحف على صفحة معينة وقلبه على أصبعه، وباليد الأخرى اتصل بأحد وقال له لدي شقتان آخذ أيهما. فهل هذا السلوك المريب من سلوك السحرة أم ماذا؟ لأنني في حيرة منذ أن حكى لي وهو اندهش لما يرى لأنه أول مرة يرى هذا. أفيدوني من فضلكم وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا العمل ليس من السحر ولكنه من التفاؤل بالمصحف وهو لا يجوز على الراجح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: ولا يفتتح المصحف للفأل، قاله طائفة من العلماء خلافاً لأبي عبد الله بن بطة. انتهى.
وقال صاحب مطالب أولي النهى: واستنتاج الفأل فيه - أي المصحف - فعله أبو عبد الله بن بطه ولم يره الشيخ تقي الدين ولا غيره من أئمتنا، ونقل عن ابن العربي أنه يحرم، وحكاه القرافي عن الطرطوشي المالكي، وظاهر مذهب الشافعي الكراهة. انتهى.
و قال النفراوي في الفواكه الدواني شرح رسالة ابن أبي زيد المالكي عند قوله: ويحب الفأل الحسن. وفي معنى هذا مما لا يجوز فعله استخراج الفأل من المصحف فإنه نوع من الاستقسام بالأزلام، ولأنه قد يخرج له ما لا يريد فيؤدي ذلك إلى التشاؤم بالقرآن.
والله أعلم.