عنوان الفتوى : ما تفعل المرأة إذا وسوس لها الشيطان بأنها غير مؤمنة
نشأت في أسرة غير ملتزمة فلم أكن مداومة على الصلاة ولا قراءة القرآن وطبعا لا أعرف الكثير عن السيرة النبوية وأمور الدين للأسف ولكنني بدأت منذ حوالي 10 أشهر بالمداومة على الصلاة ولم أتخلص من بعض المعاصي والتي أخجل منها، ولكنني أجتهد أن أتركها ـ بإذن الله ـ والمشكلة أنني أشك في أنني غير مؤمنة أو حتى غير مسلمة، لأنه كانت تأتيني أفكار شيطانية قد تصل ـ والعياذ بالله ـ إلى سب الله والرسول ـ أعوذ بالله من هذا ـ وآسفة على كلامي هذا لأنني لا أقدر أن أقوله لأي أحد في الدنيا، وما حدث معي اليوم هو أنني كنت أقرأ سورة النور وأثناء القراءة انتابني الشك والعياذ بالله فكنت مثل المشركين والمنافقين عندما كانوا يشكون في مصداقية الرسول صلى الله عليه وسلم في نقله للقرآن، فماذا أفعل؟ أتمنى أن أصبح صالحة، فهل بقي لدي أمل؟ لقد قرأت عن الوسواس القهري ولكنني لا أظنه مجرد وسواس أحس أن هذه الأفكار تنبع من قلبي المريض الكافر وليست مجرد خواطر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهديك لطريق الاستقامة والطاعة وأن يشرح صدرك، وأن يعافيك من شر الوسوسة وشرالشيطان وشركه ، ثم إنك ـ أيتها السائلة الكريمة ـ لست بكافرة والحمد لله، بل في ما ذكرت دليل على صحة اعتقادك وتعظيمك لله تعالى وخوفك منه، فحالك لا يعدو الوسوسة التي قد عفا الله عنها، فمن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به المرء أو يتكلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.
وكره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
وعليك بالتعوذ بالله تعالى وصرف ذهنك عن هذه الخواطر، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا، حتى يقول له من خلق ربك، فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.
قال النووي في شرحه لهذا الحديث: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله في دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالانشغال بغيرها. اهـ.
ومما يساعدك على سلوك طريق الهدى مصاحبة رفيقات صالحات والتعاون معهن على طاعة الله، وأن تشغلي أوقاتك فيما ينفعك من طاعة الله وحفظ القرآن وسماع دروس العلم، ونذكرك بما رواه البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
والله أعلم.