عنوان الفتوى : درجة حديث: من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله.
هل هناك حديث صحيح ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم معناه أن من يعير أخا بذنب ويفضحه لا يموت الفاضح حتى يبتليه بذاك الذنب الذي فضحه به؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد هذا المعنى في حديث رواه الترمذي والطبراني وابن أبي الدنيا عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله. قال عنه الترمذي: حديث غريب، وقال الألباني: موضوع.
قال العلماء: يجازى بسلب التوفيق حتى يرتكب ما عير أخاه به، وذاك إذا صحبه إعجابه بنفسه لسلامته مما عير به أخاه، وقال ابن القيم في مدارج السالكين: يريد أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه، وأشد من معصيته، لما فيه من صولة الطاعة وتزكية النفس وشكرها والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه وما أحدث له من الذلة والخضوع والإزراء على نفسه والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك بها والاعتداد بها والمنة على الله وخلقه بها، فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله، وما أقرب هذا المدل من مقت الله، فذنب تذل به لديه أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا، فإن المعجب لا يصعد له عمل، وإنك أن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مدل، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين.
وانظري الفتويين رقم: 53043، ورقم: 64217، للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.