عنوان الفتوى : لا يجوز نقل الأخبار الرياضية إذا اشتملت على مشاهد إباحية
عافاكم الله إخواني المفتين، تحية طيبة، أما بعد: أود من خلال سؤالي هذه أن أعرض لكم بعض مشاكلي التي أعاني منها، آملاً من الله عز وجل أن أجد الجواب عندكم، حالياً أنا رئيس تحرير رياضي في إحدى المواقع العربية، وأنا في الوقت نفسه مسؤول عن ضم محررين جدد للموقع، فأود أن أسألكم هل في هذا من حرمة ؟ هل في هذا من إضاعة وقت لي وللآخرين ؟، مع العلم أننا نسعى دائماً وأبداً كي نزود الاْعضاء والزوار بآخر الاْخبار والتقارير عن فريقهم المفضل (( برشلونه )) وكي أكون صريحاً معك أكثر فأكثر، أنا رئيس تحرير في شبكة الكلاسيكو العربية تستطيع البحث عنها في محرك جوجل، فهل في ذلك من حرمة إخواني ؟ أيضاً مسألة أخرى هي أنني أطلب من المحررين وضع مصدر أخبارهم في نهاية كل خبر يكتبونه، وفي العادة مصادرهم تكون من المواقع الإنجليزية والإسبانية التي زودتهم أنا بها، المشكلة الوحيدة في هذه المواقع هو تواجد بعض الإعلانات الجنسية والصور اللا أخلاقية، وهذا يعني أن العضو والزائر الذي يدخل للمصدر يستطيع أن يرى هذا كله، قلتها في نفسي من اليوم الذي أمرت المحررين بوضع مصادرهم ولا زلت أقولها (( اللهم إني بريئ ممن استخدم هذه المصادر في حرمتك وعصيانك )) فهل أأثم أنا من بعد هذا ؟ وهل يجب أن نضع في نهاية كل خبر اللهم إنا بريئون ممن استخدم هذه الروابط في حرمتك أم لا داعي لذلك ؟ المسألة الاْخرى إخواني هي أنني أعاني والله أعلم من وسواسٍ قهري، بحيث أكرر أكثر من جملة وكلمة طوال اليوم تقريباً وتكرارٍ للحن الاْغاني والتي ابتعدت ولله الحمد عن سماعها منذ أيام، وأرغب في المواصلة والابتعاد عنها وأن أعود إلى طريق النور طريق محمد صلى الله عليه وسلم، للاْمانة هذه مشكلة أثرت علي وعلى مستواي الدراسي، ألا وهي تكرار أكثر من جملة في ذهني ونفسي ومهما حاولت أن أتخلص منها لا تذهب، أستعيذ بالله وأحياناً أقرأ المعوذات وأستغفر الله لكنها لم تذهب، فلا أعلم ما هو الحل الاْنسب ؟ هل هذا يعني أنني بؤت بغضبٍ من الله؟ علماً بأنني كنت أعاني مُسبقاً من وساوس في الطهارة ولا زلت أعاني منها حتى هذا اليوم لكنها خفت بشكلٍ كبير بسبب قيامي بتجاهل معظم هذه الوساوس، كما أن عمري حالياً هو ستة عشر عاماً، وكلما تبت إلى الله كي أبتعد عن العادة السرية أجد نفسي قد ضعفت وعدت لها، آملاً أن تزودوني بالحلول الاْنسب والاْفضل لهذه المشاكل كلها في أقرب فرصة ممكنة، وفقنا الله وإياكم لما يرضاه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنواع الرياضات تختلف أحكامها باختلاف أحوالها وما يتعلق بها، فما كان منها خالياً من المحاذير الشرعية فهو مباح، ويباح متابعته ونقل أخباره، وما كان على خلاف ذلك فهو محرم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 141509. وسبق لنا أيضا بيان شروط جواز متابعة مباريات الكرة في الفتوى رقم: 453. كما سبق التنبيه على فقدان هذه الشروط أو بعضها في مباريات كرة القدم في هذا الزمان، خاصة الأجنبية منها، وراجع في ذلك الفتويين: 152967، 114262.
وإذا كان الأمر كذلك وأن هذه الرياضات من النوع غير المباح فلا يجوز العمل في نشر مثل هذه الأخبار وتحريرها، ولا الإتيان بمحررين جدد لهذا المجال، ويزداد الأمر سوءا بوضع روابط المواقع التي تحتوي على إعلانات وصور إباحية ونحوها . ولا يغني عنك في هذه الحال أن تتبرأ ممن استعملها في الحرام، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 137091،157331، 54343.
وأما بخصوص الوسوسة فقد سبق لنا بيان ماهيتها وكيفية علاجها، فراجع في ذلك الفتوى رقم: 136381 . وما أحيل عليه فيها. وراجع في حكم العادة السرية وكيفية التخلص منها الفتويين: 7170، 132470.
والله أعلم.