عنوان الفتوى : لا يجوز اتهام أحد بالسرقة دون بينة
سأتلو عليك قصتي وأرجو أن تجيبني: في أول يوم من أيام العيد أعطاني أبي 1000دج لكي أشتري بها سنسل، ففرحت كثيرا بالمال لدرجة أنني وضعت المال في الخزانة فقط وليس في مكان سري، وفي نفس اليوم أنجبت أمي صغيرا فباتت يومين في المستشفى، ولما جاءت في اليوم الرابع قالت لي اذهبي ونادي ابنة الجيران لكي تساعدك في أشغال البيت، فذهبت وناديتها فقامت بأشغال البيت كلها فذهبت إلى المدرسة ولما جئت كان كل شيء عاديا، وتكرر الأمر مرارا وتكرارا، فصارت ابنة الجيران عندنا لمدة 4 أيام حتى نسيت أمر المال، وفي يوم تذكرته فحسبت المال فوجدته 70دج فقط وفي هذه الدقيقة لم أصدق حالي فصرت أضحك لأنني لم أصدق نفسي، فبحثت في كل البيت ولم أجد شيئا، فخطر ببالي أن ابنة الجيران تكون الفاعلة لكن لم ولن أرد أن أشك بابنة جاءت لتساعد أمي فأتهما بالسرقة، فقلت ربما الجن فعل ذلك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فأرجوكم أريد جوابا لأنني سأجن بمجرد التفكير في الموضوع. وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في عدم الاتهام للغير بالسرقة بغير بينة، وليس في ضياع هذا المال ما يؤدي بك إلى الجنون، وننصحك بالاسترجاع وسؤال الله أن يعوضك خيرا مما فقدت، وأن يفتح عليك ويعطيك من فضله، ولا تذهبي مع ظنون أن الجن قد سرقوه، وكان أولى بك أن تحفظيه في مكان آمن، ومع هذا فتحصين المكان من الشيطان بالتحصينات والأذكار الشرعية مسنون، ومن هذه التحصينات قراءة سورة البقرة، ففي الحديث الشريف: لاتجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
ومنه ما جاء في الصحيحين في قصة أبي هريرة: عندما وكل بحفظ الطعام ـ صدقة رمضان ـ وفيه: فقال ـ أي الشيطان: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق وهو كذوب، ذاك شيطان.
ومنه ذكر الله تعالى عند دخول البيت وعند الطعام، ففي صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل ولم يذكر اسم الله تعالى قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء.
ومنه قوله تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ {المؤمنون: 97ـ 98}.
ومنها المداومة على ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
والله أعلم.