عنوان الفتوى : رد شبهة حول منزلة المرأة في الجنة
أريد أن أستفسر عن ثواب المرأة في الجنة هل تحصل على ما تريد دون أي استثناء؟ وهل ستسكن في قصرها أم في قصر زوجها؟ وهل هي مطالبة بحب زوجها فقط لا غير؟ وهل الرجل أفضل من المرأة في الجنة أيضا؟ يعني مثلا نحن الآن في وقت لا حروب فيه أي أن الرجل لا يجاهد في سبيل الله في الوقت الحالي وهذا هو الشيء الوحيد الذي يجعل الرجل أفضل من المرأة عند الله تعالى لكن مع استقرار الأوضاع والأمان لا يوجد جهاد في سبيل الله ولا توجد حروب إذن لننظر إلى الأمر من كل الزوايا، فالرجل ينفق على الأسرة بينما المرأة تعتني بشئون البيت، والرجل له الحق في الزواج من أربعة نساء مقابل أنه يمنح الأرامل والمطلقات فرصة الزواج منه ومن الواجب عليه أن يعدل بينهن وينفق عليهن وأنا أرى أن هذا قمة العدل والمساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام على الرغم من أن الواقع يختلف تماما عن هذا لكن لا بأس، لنرى الآن الوضع في الجنة، الرجل يكون في أحسن صورة والمرأة أيضا تكون في أحسن صورة، والرجل يمتلك حدائق وقصورا والمرأة أيضا ستمتلك حدائق وقصورا، والرجل سيرتدي الحرير والجواهر والمرأة سترتدي الحرير والجواهر، والرجل سيشرب الخمر والمرأة أيضا ستشرب الخمر، والرجل سيلتقي زوجته التي كانت معه في الدنيا ويمتلك الحور العين والمرأة ستلتقي زوجها الذي كان معها في الدنيا وستملك؟؟؟؟؟؟ أرأيت؟! هناك شيء ما ناقص، فهل يعقل أن الله تعالى ظالم ـ والعياذ بالله؟! لكنني بحثت في الكثير الكثير من المواقع ولم أجد كلمة أضعها مكان الفراغ لكني لم أجد، فهل هم الولدان المخلدون؟ أم حور عين زوجها كوصيفات؟ أم ماذا؟ لا أعرف المهم يوجد شيء ما ناقص غير موجود لا في القرآن ولا في السنة يدعي بعض الشيوخ أن الله لم يجعل هناك أي شيء مكان هذا الفراغ بدعوى أن شوق المرأة للرجل أقل من شوق الرجل للمرأة وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق فقد أثبتت الدراسات أن شهوة المرأة أكبر من شهوة الرجل بسبعة أضعاف فتستطيع المرأة أن تقيم علاقة مع سبعة رجال في الوقت نفسه بينما الرجل لا يستطيع ذلك والفتاة الأوروبية تقيم علاقة مع أكثر من شخص وهي لا تزال في الثالثة عشر، وكون المرأة العربية المسلمة تخاف ربها وتلتزم بتعاليم الإسلام وتخاف على غشاء البكارة بينما الرجل لا يلتزم بتعاليم الإسلام لا يعني أن شهوة الرجل أكبر من شهوة المرأة، بل إن التزام المرأة بدينها يجعلها تكبح رغباتها وصحيح أن الرجل هو من يطلب المرأة لكن المرأة لن توافق إذا لم تكن لديها شهوة هي أيضا وقصة يوسف عليه السلام أكبر دليل على شهوة المرأة كما أنني سمعت أن زواج المرأة بأكثر من رجل حرام في الدنيا والآخرة، فما قولك عن الخمر؟ هي حرام بالدنيا لكنها حلال في الآخرة ربما تقول هي حرام في الدنيا لأنها تسكر الإنسان وتذهب العقل وهذا الأمر غير موجود في الجنة لكن الأمر ينطبق على المرأة فزواجها بأكثر من رجل في الدنيا يؤدي إلى اختلاط الأنساب كما أنها لن تتمكن من العدل بينهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أن العدل أن يعطى كل ذي حق حقه، وهذا ما فعله الإسلام مع المرأة، حيث منحها حقوقها كاملة، وأما المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة فليست من العدل في شيء، وراجعي الفتويين رقم: 61435، ورقم: 16441.
ومن أين لك أن الإسلام إنما فضل الرجل على المرأة لمجرد كون الرجل يجاهد في سبيل الله، والمرأة ليست كذلك، فهذا فقه لم نسمع به من قبل، والله تعالى يقول: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم { النساء:34}.
فقد فضل الله الرجل على المرأة في أصل الخلقة، ومن هنا أوجب عليه من التكاليف ما لم يوجبه على المرأة، ومن ذلك أمر الجهاد، فإنه يحتاج إلى القوة والبأس، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 138007.
والمرأة في الجنة كغيرها من أهل الجنة لها فيها ما تشتهيه نفسها، قال تعالى: لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد { ق:35}.
ولكن تنبهي إلى أن من الخطأ أن تقاس الحياة الآخرة على الحياة الدنيا، فليست هذه من تلك في شيء، فلا يقال في الجنة إن الرجل أفضل من المرأة أو إن المرأة أفضل من الرجل، كما أن أهل الجنة كل واحد منهم قانع بما هو فيه فلا يتطلع إلى ما عند غيره ليتم له النعيم المقيم في الجنة فلا ينغص عيشه فيها شيء، ويجمع الله بين الرجل وزوجته وذريته في الجنة ولو كان أحدهم قد قصر به عمله عن درجة الآخر، قال تعالى: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء { الطور:21}.
وراجعي الفتويين رقم: 3102 ورقم: 96992.
فالمرأة لزوجها في الجنة، بل هي عنده أفضل من الحور العين، وراجعي النصوص بهذا الخصوص بالفتوى رقم: 117770.
ولا تتطلع المرأة في الجنة أصلا إلى غير زوجها، فلا تطلب زوجا من الحور العين أو الولدان المخلدين ونحو ذلك، فلا يقال إذن إن هنالك شيئا ناقصا، فليس في الجنة شيء ناقص أبدا، فالجنة لا بؤس فيها، ولمعرفة المزيد فيما يتعلق بنعيم أهل الجنة راجعي الفتوى رقم: 106230.
وأما فيما يتعلق بشهوة الرجل وشهوة المرأة وأيهما أقوى شهوة فراجعي الفتوى رقم: 6464.
وعلى كل تقدير، فلا يمكن الجزم بأن ما يكون في الجنة من أمر الأزواج راجع إلى أمر هذه الشهوة، فلا تقاس الدنيا على الآخرة كما أسلفنا.
وننبه في الختام إلى أنه ينبغي لكل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يصرف همته إلى الجنة وسبيل الدخول إليها، ولا يشغل نفسه بمثل هذه الأسئلة التي ليس من ورائها طائل، وقد ورد إلينا منك سؤال مماثل لهذا مما يدل على انشغالك بهذا الأمر، وإننا نربأ بك أن تضيعي وقتك في التفكير في مثل هذا، فالوقت أغلى من أن يصرف في هذا.
والله أعلم.